الأحد قبل الماضي امتنع عمال النظافة في مستشفيات مدينة تبوك عن العمل بحجة قلة رواتبهم، وعدم وفاء الشركة المشغلة لهم بوعودها بزيادتها!! هذه الحادثة ليست الأولى فقد سبق أن فعلها زملاؤهم في نظافة مكة المكرمة قبل سنتين، وفي المدينة المنورة قبل أشهر، ولن تكون الأخيرة في ظلّ معاناة أولئك المساكين من أعمال شاقة مقابل رواتب زهيدة غير منتظمة في صَرفها، وليس فيها أية حوافز أو بدلات رغم أنهم معرضون للأوبئة، كما أنهم يعيشون في عُزلة عن المجتمع، وفي ظروف سكنية سيئة؛ إذ يُحْشَر العشرات منهم في غُرَفٍ محدودة!! تلك (المعاناة) تجبر أولئك على ممارسة التّسَول أو القيام بأعمال مخالفة للقوانين وأنظمة الإقامة بحثاً عن لقمة العيش، وهذا يُشَكّل تهديداً خطيراً لأمن الوطن!! الدولة توقع عقوداً بالملايين مع الشركات المشَغّلَة؛ ولكنها تذهب للحسابات البنكية لأصحابها، بينما أولئك الذين يعملون صباح مساء في أجواء حارقة أو شديدة البرودة لا يقبضون إلا الفُتَات!! وهنا مسؤولية البحث عن حقوق (عمال النظافة) تقع على الجهات الحكومية بحيث تكون إلزامية في العقود المبرمة مع الشركات، على أن يرتبط صَرْف مستحقاتها على تقديمها ضمانات تؤكد وفاءها مع عمالتها! أيضاً مؤسسات المجتمع المدني ولجان حقوق الإنسان واجبها أن تقوم بدورها في حمايتهم من الاضطهاد! أخيراً .. (رجال النظافة) الأعزاء، هم أشبه ما يكونون بكُرَيّات الدم البيضاء التي تدافع عن أجسادنا ومُدننا، وتخلّصها من الأضرار والأمراض؛ ولو توقفوا عن عملهم لعدة أيام لكانت الكارثة البيئية؛ لذا كم أتمنى أن يتبرع مجموعة من المحامين لرفع قضايا على الجهات المشغِّلة تطالبهم بأن ينال هؤلاء العمال ما يستحقونه من حقوق، وتوفير العيش الكريم لهم. aaljamili@yahoo.com
مشاركة :