«عذر البليد مسح السبورة»

  • 3/7/2016
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

كنا نسمع ونحن صغار في الابتدائية أن «عذر البليد مسح السبورة» ولم نكن نستوعب تلك الكلمات التي كنا نضحك بسببها، بل ورحنا نضرب هذا المثل في كل شيء يصاحبه الفشل لأي فاشل، ولكن اليوم وبكل صراحة لمست معنى هذه الكلمات على أرض الواقع بل وعشتها في حقيقتها، وذلك من خلال ما صاحب المقال الذي كتبته في الأسبوع الماضي، عندما كتبت بكلمات قليلة ما فعله حسين العبكري رئيس نادي النور من صفقات استقطاب وتعاقد مع لاعبين للفريق الأول لكرة اليد، التي تعتبر سلسلة نجاحات مدوية، حق لنا في المنطقة الشرقية أن نفتخر بها لكونها في أحد أندية منطقتنا الغالية وقطيفنا الحبيبة. وبكل أمانة توقعت أن تكون ردود الفعل فقط من جهة واحدة، وهي من الفرق التي تتنافس مع النور على تحقيق الانتصارات والألقاب، بل وتوقعت أن تكال لي التهم والشتائم وسينال حسين العبكري جانبا من الحب، كيف لا وهو نقطة التقاء بالنسبة للفاشلين، ولكن ما رأيته أن التذمر على تلك الكلمات لم يصدر فقط من المنافسين ومن الفاشلين، بل حتى من بعض الذين أشغلتهم تلك الكلمات وبحثوا عن تفسيرها وتأويلها وتوضيحها، لأنهم شعروا بها حقاً. غريب هذا الوسط فأنت غير مقبول بسبب نجاحك، لأنك في النجاح ستواجه الفاشلين الذين ينظرون لك بكل كراهية، وستواجه المنافسين لأنك ستسبب لهم الصداع، ولهذا أعتقد أنه من الأفضل بدلاً من الانشغال بتوجيه التهم والتشكيك في الذمم أن ينشغل هؤلاء بشؤون أنديتهم وأن ينشغل الفاشلون في كيفية تصحيح مسارهم. نعم كنت أقصد كل من تخلى عن المسؤولية وتركها لغيره وتفرغ لأمور لا تضر ولا تنفع ، وإن كنتم استوعبتم الدرس فلا داعي للانشغال بهذه الأمور، لأنكم أنتم الذين تخليتم عن ناديكم ورميتم المسؤولية على غيركم، فلماذا تخشون من أن يقول لكم أحد الحقيقة، أم أنكم أردتم فعلاَ أن تجسدوا هذا المثل وتكونوا بمنزلة «عذر البليد مسح السبورة»، فهنئياً لكم بمسح السبورة ودعوا الشطار والناجحين يسطرون النجاح تلو النجاح، لأنكم ستتعبون من مسح تلك السبورة، وغيركم لن يتعب من تسجيل النجاحات. وأخيراً أهمس في أذن كل منصف وأقول له، أليس من المنطق أن تذكر النجاح وتنسبه لأصحابه بدلاً من أن تصف من يتناول هذا النجاح «بالحثالة»، وبدلاً من هذه الكلمات التي تربيت عليها، حاول استبدالها بأن تضع خططاً لتطوير ناديك وتوحيد الصف لديك.

مشاركة :