ركن المكتبة: إصدارات ثقافية.. إبراهيم نصر الله في ثلاثة مجلدات شعرية

  • 9/3/2023
  • 02:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صدرت‭ ‬المجموعة‭ ‬الكاملة‭ ‬للشاعر‭ ‬والروائي‭ ‬إبراهيم‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬عن‭ ‬الدار‭ ‬العربية‭ ‬للعلوم‭ ‬–‭ ‬ناشرون‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مجلدات‭ ‬شعرية‭ ‬قدم‭ ‬لها‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الدكتور‭ ‬إحسان‭ ‬عباس‭ ‬والدكتور‭ ‬صلاح‭ ‬فضل‭ ‬والشاعر‭ ‬علي‭ ‬جعفر‭ ‬العلّاق،‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬ثلاثة‭ ‬مجلدات‭ ‬شعرية‭ ‬ضمت‭ ‬مجموعاته‭ ‬الصادرة‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1980‭ ‬التي‭ ‬افتتحها‭ ‬بديوانه‭ ‬‮«‬الخيول‭ ‬على‭ ‬مشارف‭ ‬المدينة‮»‬،‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2017‭ ‬الذي‭ ‬أصدر‭ ‬فيه‭ ‬ديوان‭ ‬‮«‬الحب‭ ‬شرير‮»‬‭. ‬شهدت‭ ‬تجربة‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الزمنية‭ ‬الواسعة‭ ‬تحولات‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬خياراتها‭ ‬الجمالية‭ ‬والفكرية‭ ‬المتنوعة،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬القصيدة‭ ‬بطولها‭ ‬العادي،‭ ‬إلى‭ ‬القصيدة‭ ‬القصيرة‭ ‬جداً‭ ‬التي‭ ‬كرس‭ ‬لها‭ ‬أربعة‭ ‬أعمال‭ ‬شعرية،‭ ‬مروراً‭ ‬بالقصيدة‭ ‬السيرية‭ ‬ذات‭ ‬النفس‭ ‬الملحمي،‭ ‬وصولاً‭ ‬إلى‭ ‬العمل‭ ‬الأوبرالي،‭ ‬ويلاحظ‭ ‬هنا‭ ‬إفادة‭ ‬هذه‭ ‬التجربة‭ ‬من‭ ‬تقنيات‭ ‬السرد‭ ‬الروائي،‭ ‬والسينما،‭ ‬والفوتوغراف،‭ ‬واللوحة‭ ‬التشكيلية،‭ ‬والفلسفة‭... ‬وغير‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬المشاغل‭ ‬الفنية‭ ‬والفكرية‭ ‬والوجودية‭. ‬يكتب‭ ‬الدكتور‭ ‬إحسان‭ ‬عباس‭ ‬في‭ ‬تقديمه‭ ‬للمجلد‭ ‬الأول‭: ‬‮«‬أتجاوز‭ ‬حدود‭ ‬الطموح‭ ‬الطبيعي‭ ‬لو‭ ‬ادعيت‭ ‬أنني‭ ‬أستطيع‭ ‬كتابة‭ ‬دراسة‭ ‬نقدية‭ ‬دقيقة‭ ‬عن‭ ‬ديوان‭ ‬إبراهيم‭ ‬نصر‭ ‬الله؛‭ ‬أرضاها‭ ‬ويرضى‭ ‬بها‭ ‬القراء،‭ ‬فقد‭ ‬قطع‭ ‬إبراهيم‭ ‬مراحل‭ ‬عديدة‭ ‬ورسم‭ ‬لتطور‭ ‬شعره‭ ‬خطاً‭ ‬فيه‭ ‬امتداد‭ ‬وفيه‭ ‬انعطافات،‭ ‬وعملٌ‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬يتطلب‭ ‬دقة‭ ‬في‭ ‬تسمية‭ ‬المراحل‭ ‬وتحديد‭ ‬مميزات‭ ‬كل‭ ‬مرحلة‭. ‬وهناك‭ ‬شيء‭ ‬ضائع‭ ‬أبحث‭ ‬عنه‭ ‬فلا‭ ‬أجده‭ (‬الآن‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬الزمن‭ ‬الكافي‭ ‬للإحاطة‭ ‬بهذا‭ ‬الديوان‭ ‬الكبير‭. ‬مع‭ ‬إبراهيم‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬اتخذت‭ ‬القصيدة‭ ‬القصيرة‭ ‬بُعداً‭ ‬جديداً‭ ‬حين‭ ‬أفردت‭ ‬في‭ ‬ديوان‭ ‬كامل،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬سأماً‭ ‬من‭ ‬القصيدة‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬أجادها‭ ‬في‭ (‬نعمان‭ ‬يسترد‭ ‬لونه‭) ‬وفي‭ (‬الفتى‭ ‬النهر‭... ‬والجنرال‭) ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬دواوينه،‭ ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬انتقاله‭ ‬بين‭ ‬الشعر‭ ‬والرواية‭ ‬يدل‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬طول‭ ‬الشكل‭ ‬لا‭ ‬يقف‭ ‬في‭ ‬طريق‭ ‬إبداعه‮»‬‭. ‬أما‭ ‬الناقد‭ ‬الدكتور‭ ‬صلاح‭ ‬فضل‭ ‬فكتب‭ ‬مقدمة‭ ‬المجلد‭ ‬الثاني،‭ ‬منها‭: ‬‮«‬تمثل‭ ‬تجربة‭ ‬إبراهيم‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬مفاجأة‭ ‬مذهلة‭ ‬وبديعة‭ ‬مستمرة‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلي،‭ ‬إن‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬لفت‭ ‬نظري‭ ‬جذرياً‭ ‬حين‭ ‬عكفت‭ ‬على‭ ‬قراءة‭ ‬أعماله‭ ‬الكاملة‭ ‬أنه‭ ‬قادر‭ ‬منذ‭ ‬البداية‭ ‬على‭ ‬خلق‭ ‬حقائق‭ ‬شعرية‭ ‬جديدة،‭ ‬على‭ ‬صنع‭ ‬متخيل‭ ‬لا‭ ‬يتراءى‭ ‬نظيره‭ ‬إطلاقاً‭ ‬في‭ ‬قصيدة‭ ‬سابقة‭ ‬عليه‭. ‬إننا‭ ‬نرى‭ ‬لوناً‭ ‬من‭ ‬الانهمار‭ ‬الجمالي‭ ‬في‭ ‬الكون،‭ ‬عبر‭ ‬منظومة‭ ‬فنية‭ ‬متكاملة،‭ ‬هي‭ ‬وسيلة‭ ‬الشاعر‭ ‬لتشعيل‭ ‬هذا‭ ‬العالم،‭ ‬عندئذ‭ ‬يتخلص‭ ‬خطاب‭ ‬الشعر‭ ‬من‭ ‬حصريته‭ ‬وقصريته،‭ ‬وأحاديته‭ ‬ليكون‭ ‬مدنياً‭ ‬وليس‭ ‬مُجنداً،‭ ‬ليكون‭ ‬واسع‭ ‬النبالة‭ ‬متنوع‭ ‬الشعرية،‭ ‬ليكون‭ ‬شديد‭ ‬الندرة‭ ‬والحيوية‭ ‬والجمال‭. ‬إبراهيم‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬شاعر‭ ‬يرد‭ ‬لنا‭ ‬كثيراً‭ ‬من‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬شعراءنا‭ ‬اليوم‭ ‬لا‭ ‬يسلكون‭ ‬دروباً‭ ‬إبداعية‭ ‬مسدودة،‭ ‬تضيق‭ ‬من‭ ‬فضاء‭ ‬الشعر،‭ ‬وتحد‭ ‬من‭ ‬مقروئيته،‭ ‬ولكنه‭ ‬قادر‭ ‬بامتلاكه‭ ‬طاقة‭ ‬تجريبية‭ ‬هائلة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يخلق‭ ‬أشكالاً‭ ‬فنية‭ ‬جديدة،‭ ‬وليس‭ ‬هذا‭ ‬مجالاً‭ ‬كي‭ ‬نتطرق‭ ‬إلى‭ ‬منجزاته‭ ‬السردية‭ ‬الروائية،‭ ‬ولا‭ ‬لإبداعاته‭ ‬التشكيلية،‭ ‬لأنها‭ ‬مجرد‭ ‬مظاهر‭ ‬تجليات‭ ‬لهذه‭ ‬الطاقة‮»‬‭. ‬كلمة‭ ‬غلاف‭ ‬المجلد‭ ‬الثالث‭ ‬كتبها‭ ‬الشاعر‭ ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬جعفر‭ ‬العلاق‭ ‬ويقول‭ ‬فيها‭: ‬‮«‬ونحن‭ ‬نقترب‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬إبراهيم‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬الشعرية،‭ ‬علينا‭ ‬أن‭ ‬نضع‭ ‬في‭ ‬اعتبارنا‭ ‬أنه‭ ‬روائي‭ ‬أيضاً‭... ‬هذا‭ ‬التشابك‭ ‬بين‭ ‬السرد‭ ‬والشعر‭ ‬يظل‭ ‬حاضراً‭ ‬بكثافة‭ ‬أكبر‭ ‬ربما‭ ‬في‭ ‬قصائد‭ ‬إبراهيم‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬لتجاور‭ ‬هاتين‭ ‬الملَكتين‭ ‬في‭ ‬الذات‭ ‬الواحدة،‭ ‬أعني‭ ‬الشعر‭ ‬والسرد‭. ‬يمكن‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬أي‭ ‬قصيدة‭ ‬يتم‭ ‬أخذها‭ ‬عشوائياً‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬أن‭ ‬تشتمل‭ ‬على‭ ‬قدر‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬العناصر‭ ‬السردية؛‭ ‬فمعظم‭ ‬قصائد‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬مخترقة‭ ‬بالسرد‭. ‬ليس‭ ‬هناك،‭ ‬إلا‭ ‬نادراً‭ ‬ربما،‭ ‬قصيدة‭ ‬تقف‭ ‬مثالاً‭ ‬صافياً‭ ‬باعتبارها‭ ‬حدثاً‭ ‬لفظياً‭ ‬محضاً،‭ ‬أو‭ ‬خطاباً‭ ‬لسانياً‭ ‬تاماً‭. ‬إن‭ ‬عدداً‭ ‬ضخماً‭ ‬من‭ ‬قصائد‭ ‬إبراهيم‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬يتوزعها‭ ‬السرد‭ ‬والشعر‭ ‬بطريقة‭ ‬جذابة،‭ ‬بحيث‭ ‬تبدو‭ ‬كل‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬القصائد‭ ‬خطاباً‭ ‬شعرياً‭ ‬كثيفاً‭ ‬من‭ ‬جهة،‭ ‬لكنه،‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬أخرى،‭ ‬مشبع‭ ‬بالسرد‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭.‬

مشاركة :