كم بقي لي من العمر؟.. قبل أن أجيب عن هذا السؤال.. يجدر بي أن أتساءل.. عن العمر الذي مضى.. هل شعرت بمروره.. هل الستون عاماً.. بقيت رصيداً.. أستعيده وأعتمد عليه.. ليمنحني حياة لحياتي القادمة؟.. أم أنها انقضت أيامها كالثواني.. وشهورها كالدقائق.. وساعاتها كالسنوات.. في سنة الكون.. وفي خصائص الحياة.. وفي عُرف الوجود.. سؤال يحمل إجابته.. ومحطة الحشر النهائية تؤكده.. وإن كان الخطاب للكافرين عاقبة.. وللمؤمنين تحذيرًا.. اقرأوا قوله تعالى: «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ ۚ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ» لا تأسَ على شيء مضى.. واستقبل ما هو قادم بجد وتفاؤل.. فاليوم لك.. وغدًا بيد الخالق.. اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا.. واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا.. آخر الحكاية: هناك سؤال.. عجز عن إجابته الفلاسفة.. عادوا لطفل صغير.. وارتصّوا في خشوع وسكون.. نظر إليهم الطفل.. ثم ولى هارباً.. يبحث عن ألعابه.. الفلاسفة فهموا الإجابة.. وعجزوا عن البوح بها.. انصرفوا يبحثون عن الطفل.. في داخلهم.. بدا تائهاً.. حاولوا أن يستعيدوه.. لم تنفعهم الفلسفة.. ضاع منهم شيء كبير.. ضاع منهم الصدق.. ضاع منهم الطفل!
مشاركة :