المهندس أنور مصطفى الياس وكيل أمانة المدينة الأسبق شخصيّة هذه الحلقة استثنائية في كل شيئ ، في نشأتها وأخلاقها وتنوّع أعمالها وانجازاتها شخصية تفرض عليك احترامها والاقتراب منها إجلالًا لها وتقديرًا لدماثة ورفعة أخلاقها قادني الحظ السعيد بعد إرادة الله جلّ في عُلاه أن أكون جارًا له في السّكن نِعْم الجار والأخ والصديق هُوَ. قضى جُلّ حياته الوظيفية في دهاليز البلديات و حقول الأمانات يحرث ويغرس يُخطّط ويبني حتى ذاع صيته ولمع بريقه في تلك الأوساط ، إنّه المهندس الخلوق : أنور مصطفى الياس حفظه الله وُلد المهندس أنور ونشأ وترعرع على ثرى هذه المدينة المباركة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام فهو أحد أبنائها البررة صال وجال في حاراتها وأحواشها وأزقّتها ، استشق هواءها العطر ، وَرَوَى ظمأه من ماء آبارها ووديانها ، وسدّ جوعه من ثمار نخيلها وأشجارها. تتلمذ ودرس في قاعات مدارسها ، كانت مدرسة طيبة الثانوية آخر محطاته الدراسية في التعليم العام ومنها عَبَرَ إلى جامعة الرياض( جامعة الملك سعود حاليًا ) والتحق فيها بكلية الهندسة وحصل منها على بكالوريوس العمارة وتخطيط المدن عام ١٣٩٦هـ. انطلق منها إلى الحياة الوظيفية بداية عتباتها مهندس معماري في إدارة تخطيط المدن في المدينة المنورة عام ١٣٩٦هـ ، عُيّن بعدها بعام مساعدًا لمدير تخطيط ، وفي عام ١٣٩٩هـ تمّ تعيينه مدير إدارة التخطيط وتنمية المدن بمنطقة المدينة المنورة. انتقل بعدها لأمانة العاصمة المقدسة في مكة المكرمة مديرًا عامًا للمشاريع وكان ذلك في عام ١٤٠٢هـ من مكة الكرمة انتقل عمله إلى العاصمة الرياض مديرًا عام للتخطيط في المديرية العامة للشؤون البلدية والقروية بمنطقة الرياض. عاد بعدها إلى مسقط رأسه ومعشوقته مدينة الحبيب صلى الله عليه وسلم وكيلًا لأمين المدينة للشؤون الفنية عام ١٤٠٧هـ في المرتبة الثانية عشر. عُيّن مشرفًا عامًا لمشروع المخطط الإقليمي لمنطقة المدينة المنورة عام ١٤١٨هـ. كُلّف حفظه الله مديرًا لعدة إدارات في أمانة المدينة آخرها أمين أمانة المدينة بالنيابة حتى أُحيل للتقاعد بناءً على طلبه عام ١٤٢٤هـ شارك المهندس أنور أثناء عمله في أمانة المدينة في العديد من المؤتمرات والمعارض والندوات ومثّلها في المجلس الإداري لمنظمة العواصم والمدن الإسلامية الذي انعقد في بغداد وإسلام أباد. كما شارك بالإضافة إلى عمله في العديد من المجالس الحكومية والأهلية وتأتي في طليعتها :عضو المجلس البلدي لمنطقة المدينة لثلاث فترات متتالية عضو لجنة تحكيم جوائز منظمة العواصم والمدن الإسلامية عضو سابق في لجنة أصدقاء المرضى عضو سابق في نادي أُحد الرياضي عضو سابق في مجلس مؤسسة الأدلّاء. وامتدت خدماته ومساهماته بعد تقاعده و شملت العديد من الجمعيات الخيرية والجمعيات الغير ربحية إضافة إلى أنّه أحد أعضاء لجان التثمين لمشروع خادم الحرمين الشريفين للتوسعة الكبرى للمسجد النبوي الشريف والساحات المحيطة به وغيره. هذا مرور سريع وعرض موجز للوظائف والأعمال والإنجازات التي قام بها ضيف هذه الحلقة المهندس الخلوق أنور الياس ومازال حفظه الله يواصل مساهماته ونشاطه الاجتماعي والخيري في السرّ والعلانية. وهنا لا بُد من الحديث عن الجانب الإنساني لهذا الرجل الخلُوق إنّ ما يتحلّى به هذا الإنسان من صفات وسمات جعلت له من اسمه نصيب ، فما من شخص عرفه وتعامل معه إلاّ وجد نورًا يتجلّى في أخلاقه ، وطلاوةً في لسانه ، وصدقًا في تعامله ، وأمانة في أدائه ، وصلاحًا في سلوكه. حَدِيثُه مؤنس ، وصمتُه حكمة ، مُؤدّبٌ إذا حدّثك ، ومُهذّبٌ إذا عاتبك لم أذكر ذلك من فراغ بل هي جِيْرَة وصداقة وعلاقة تجاوزت العقدين من الزمن وهذه فترة أعتقد أنّها جديرة بتمحيص الرجال ومعرفة معادنهم. هنيئًا لكم أخي أبا عبدالله بما تتمتّعون به من خِصَال وسمات أكسبتكم ومنحتكم محبّة الناس وهذا فضل من الله كبير( ذلك فَضْلُ الله يُؤتِيْه مَن يَشَاء والله ذُو الفَضْل العَظِيْم ). حفظك الله مهندس أنور وأمدّ في عُمرك وجعل كل ماقدّمته وتُقدّمه لوطنك ومدينتك وأهلها في ميزان حسناتك. وإلى اللقاء في حلقة جديدة بإذن الله تعالى مع قامة رفيعة وشخصيةجديدة من أبناء مدينة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. للتواصل مع الكاتب ٠٥٠٥٣٠١٧١٢
مشاركة :