عن العشاق سألوني (13).. اسأل روحك ( 4)

  • 3/11/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

من أصعب المواقف التي يعيشها الإنسان في حياته،أن يجد نفسه مجبرا على فعل أشياء لا تتماشى مع قناعاته،ولا مع ما رسمه لنفسه من مسار،تسكره الأحلام الوردية. ولعل السجن الذي يبنيه حولنا المجتمع،ويحكم تسييجه،هو من أكثر السجون بشاعة على وجه هذه الإرض. فالناس تعودوا على تنويع الأقنعة،وتغييرها حسب أهوائهم،وحسب ما يريدون أن يراهم عليه الآخر،لا ما يريدون هم رؤية أنفسهم عليه.فكم من واعظ مصلح أمام الناس،هو العربيد إذا ماأبتلعه ظلام الليل. وكم من لائم للناس،مشمئز من أفعالهم،مشهر بهم في المجالس، تراه يفعل أضعاف ما يفعله الملومين،حينما لا تدركه عيونهم. فكل شيء أضحى نسبيا في قوانين،وأعراف،تصفق للقوي،وتزين له أعماله،مهما كان حجم أخطائه.بينما تدوس الضعيف،وتسلبه حق إبداء الحجة، حتى وإن كان ما لديه حقيقة ساطعة سطوع الشمس في وضح النهار. وهل هناك أضعف من حبيبين،أحبا بعضهما حبا جنونيا،وتزوجا زواجا مكتمل الأركان،ولكنهما كانا مجبرين على تهريب هذا الحب من مكان إلى آخر،والتحول إلى خفاشي ليل،يعيشان في الظلام. لم يكن عماد يحس بكامل حريته،وهو يعيش حب الظلام مع مريم.فقد كان يراقب كل حركاته،وسكناته حتى لا يبدر منه ما يمكن أن يثير حفيظة زوجته.بل كان قبل أن يدخل البيت،يبحث في كامل بدلته عن أي شيء يمكن أن يشي به،ويفضح سر معاشرته لأنثى غيرها.لقد أصبح الأمر هاجسا،ينغص عليه حياته،ويفقده حتى عفوية التصرف في بيته.بل لو أن زوجته تفوهت بأية كلمة عن الحب،أو الوفاء،إو الإلتزام الأسري، أو ربما علقت على لقطة في فيلم يشاهدانه،تراه يتململ في مكانه،ويتغير لونه،ويطرح عليها أسئلة في الموضوع.لكن الهدف منها دراسة كلماتها،وردات أفعالها،لمعرفة إن كانت قد علمت بالأمر،وتقصده أم لا. فإذا ما رآها تناقشه مبتسمة،وأدرك أنها ما زالت جاهلة لسره الأعظم،هدأت نفسه،وتبسط في جلسته،وطلب منها احضار الشاي،والشيشة. أما مريم،فكانت في كل ليلة تأوي إلى وسادتها الخالية،لتريح عليها رأسها المثقل بالآلام،والأحلام معا. فهي لا تخاف أي شيء،عدا ألسنة الناس السليطة،وخوفها أن يجري بها قطار العمر،وتبقى المحكوم عليها بالحب،والزواج خفية ، لأجل أن تعيش في الظلام. ( هو حناني عليك قسّاك حتى عليّ ولا رضايَ كمان خلاك تلعب بيّ ولا تسامح روحي معاك غرّك بيّ أنا يا حبيبي صحيح باتسامح إلا ف عزة نفسي و حبي و أما يفيض بي ما باعرف أصالح وأعرف آجي كتير على قلبي ) يتبع..

مشاركة :