عن العشاق سألوني (١٣)

  • 3/25/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

نزل الخبر كالصاعقة على رأس مريم. كانت يداها ترتعشان وهي تمسك الهاتف، بينما بدأ جسدها بأكمله يتصبب عرقا، وهي تنكمش وتتضاءل في كرسيها كأنها تهرب من نفسها، قبل أن تهرب من الناس. لم تكن تسمع لصديقتها وهي تلومها، وتقدم لها النصح في الوقت نفسه. كانت الأسئلة، والتساؤلات تتزاحم في رأسها، بينما الصور تتلاحق أمام عينيها نصف المغمضتين. فجأة انتصبت واقفة، واستجمعت كامل قواها، وغادرت مكتبها. لم تكن تأبه لنظرات الموظفين، ولا لهمساتهم. فالسكين قطع اللحم، ووصل العظم. والشاة لا يضيرها سلخها بعد ذبحها. اتجهت بخطى سريعة، وثابتة نحو مكتب عماد الذي تفاجأ لرؤيتها، قبل أن تلقي أمامه الهاتف وهي تقول؛ -تفضل يا أستاذ. أنا أصبحت أضحوكة الجميع. قرأ الرسالة بسرعة وهو يتمتم: – من؟ من فعل هذا؟ كيف عرفوا؟ نحن احتطنا كثيرا. كيف حصل؟ كيف؟ – زوجتك يا أستاذ، أرسلت الرسالة للجميع من رقم مجهول. – زوجتي؟ كيف عرفت أنها هي؟ لا. . مستحيل. – يا أستاذ، من أخبرت زوجتك لم تستطع كتم السر ، وتباهت أمام إحدى الصديقات أنها من فعلت. لم تكد تكمل كلامها حتى رأته يلتقط مفاتيح السيارة من على مكتبه، ويغادر مسرعا. بينما بقيت هي متسمرة في مكانها، تلفها الحيرة والغضب. لقد آلمها كثيرا أنه لم يطمئنها بكلمة واحدة. بل الأدهى، والأمر أن الارتباك ، والخوف قد بديا عليه عند اطلاعه على الخبر. وفي لحظة ضعف إنساني دفنت رأسها بين يديها، وأجهشت بالبكاء. لم يكن يؤلمها شيء، أكثر من شماتة من يتربصون بها، ويترصدون عثراتها ليقيموا الأفراح. فالنجاح بقدر ما يرتقي بالإنسان، بقدر ما يصنع له أعداء من الفاشلين، والحاسدين. لم تكن تعرف وقتها كيف تتصرف، فقط كانت تدعو الله بصوت مسموع، مبحوح تخنقه العبرات أن ينصفها، لأنها فضلت الزواج ولو سرا، على الحياة وحيدة بعد طلاقها من زوجها الأول. أحست بيد تربت على كتفها، فالتفت ببطء لتجد صديقتها أمل، منتصبة أمامها وهي تفتح لها ذراعيها. لم تتردد لحظة لترتمي في حضنها، وهي المحتاجة إلى حضن حنون تدفن فيه بعض همومها وأحزانها. ( هو حناني عليك قسّاك حتى عليّ ولا رضايَا كمان خلاك تلعب بيّا ولا تسامح روحي معاك غرّك فيا أنا يا حبيبي صحيح باتسامح .. إلا ف عزة نفسي و حبي و أما يفيض بي ما باعرف أصالح .. و أعرف آجي كتير على قلبي ) يتبع ..

مشاركة :