«طيران الإمارات للآداب» يحتفي بمسرح شكسبير

  • 3/14/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

شهد مساء أمس الأول إقامة آخر فعاليات مهرجان طيران الإمارات للآداب، حيث شهد مسرح ندوة الثقافة والعلوم عرض المسرحية المونودرامية أشرار شكسبير من تأليف وتمثيل ستيفين بيركوف، وهي المسرحية التي عرضت لأول مرة عام 1998، ولقيت نجاحاً كبيراً في العالم، وأكدت أن أعمال شكسبير تتجاوز حدود المكان والزمان، فما تزال أعماله التي صاغها في القرن السادس عشر ذات تأثير هائل على الكتاب والمخرجين وهذا لا يقتصر على المؤلفين الذين يكتبون باللغة الإنجليزية فحسب، إنما يتعداهم إلى المؤلفين من كافة لغات العالم، وتقوم فكرة أشرار شكسبير على أن جميع الرجال والنساء هم مجرد لاعبين تدفعهم الحياة في وجهة معينة، وتتهيأ لهم أسباب تؤدي بهم إلى الشر، ولو بذلوا جهدا طفيفا لتغيير ظروفهم، ودفع سلوكهم في الاتجاه الصحيح لخرجوا من دائرة الأشرار إلى دائرة الأخيار. تأخذ المسرحية طابعا كوميديا يخلط فيها ستيفن بيركوف بين شخصيات شكسبير الشريرة مثل ياغو في مسرحية عطيل ذلك الشاب الحقود الذي دس الدسائس ليفسد حب عطيل وديدمونة، ويفسد علاقة عطيل بكاسيو، وكانت نتيجة حقده مدمرة، وبين شخصيات من الحياة المعاصرة، في قالب ساخر، يحاول من خلاله استكناه دوافع الشر، وفاعلية التدمير التي يصنعها، وكيف ينتج المآسي في حياتنا، وبريكوف ممثل بريطاني وصاحب فرقة مسرحية وتعرض أعماله بعدة لغات في العديد من الدول، حول العديد من الأعمال الأدبية الشهيرة إلى مسرحيات، من مسرحياته المميزة، الشرق والغرب، والانحطاط، وأكابولكو، وأشرار شكسبير، وقداس لنقطة الصفر. وكان فندق انتركونتيننتال قد شهد مساء أمس لقاء مع الكاتبة البريطانية ديانا دارك تحدثت فيه عن كتابها بيتي في دمشق.. رؤية عن التاريخ، السياسات والتقاليد السورية التي أغرمت بدمشق واشترت في المنطقة القديمة منها منزلا عام 2006، ورممته، وأقامت فيه، ثم لما قامت الثورة أصبح بيتها ملجأ للعديد من أصدقائها وممن فقدوا مأواهم، وأخذت على عاتقها مساعدة اللاجئين السوريين، وتسرد دارك تفاصيل أوصاف البيت الدمشقي التقليدي، والمدينة، والجبال والأديرة المحيطة بدمشق، وتحدثنا عن الشخصيات المميزة التي التقت بها خلال الفترة التي قضتها هناك، وعن حياة الناس، وقصصهم الصغيرة، وجوانب من الوجهات الاجتماعية والسياسية للمنطقة، مركزة على المظاهر الإنسانية العميقة للأفراد، وكفاحهم الدؤوب من أجل خلق الفرص التي يمكن أن تغير حياتهم نحو الأفضل، ويوصف كتاب دارك في الأوساط الأدبية البريطانية بأنه أفضل كتب أدب الرحلات، حيث يتمتع بإيقاع الرواية الشيقة، وبشمولية تاريخية موسعة تقدم المعلومات القيمة عن سوريا وعن العرب، ولغتهم وعاداتهم وعن الفنون والعمارة الإسلامية، والكثير من المعلومات الثرية الأخرى. من بين الأمسيات أيضا في فندق انتركونتننتال كانت الجلسة الحوارية للحياة مذاق آخر تحدث فيها محمد الغفلي وهو إعلامي ومسرحي إماراتي، يعمل في قسم العلاقات العامة في هيئة تنمية المجتمع، ويعاني من ضعف البصر، وقال محمد الغفلي إنه استطاع أن يتغلب على التحديات التي واجهته وأن يحقق النجاح، وقد كان لتشجيع العائلة والمدرسة دور كبير في استمراره وإصراره على مواجهة كافة التحديات والصعوبات، حتى أن عالم الظلام أصبح هو العالم الذي يبصر فيه جماليات الحياة، مما شجعه على تحقيق أحلامه وطموحاته في العمل الإذاعي والوقوف على خشبة المسرح، وهو اليوم يقدم المحاضرات والندوات حول كيفية الترحيب بالمكفوفين ودمجهم في المجتمع، وفي التعليم العام، ويُسهم من خلال محاضراته في المدارس الحكومية المختلفة في دبي والشارقة بنشر وتعزيز ثقافة استيعاب المكفوفين وتوفير الدعم لهم لمواصلة حياتهم وتعزيز دورهم في المجتمع، من خلال تسليط الضوء على تجاربه الشخصية، وقد نشر الغفلي في عام 2012 سيرته الذاتية بعنوان للحياة مذاق آخر، وفاز مع مجموعة من أصدقائه بجائزة أفضل أداء جماعي عام 2013 عن دورهم في مسرحية باب البراحة، وبجائزة أفضل دور في مسرحية للحياة دائماً مذاق آخر. وفي مساء أمس الأول أيضاً ألقى جاستن ماروزي محاضرة بعنوان هيرودوت.. صانع التاريخ أم صانع الأكاذيب؟، وهو باحث وكاتب صحفي، وتحدث عن طبيعة الكتابات التي تركها المؤرخ من وجهتي نظر مختلفتين، فبعض المؤرخين والباحثين يسمي هيرودوت أبو التاريخ وبعضهم يسميه أبو الأكاذيب، نظراً لتشتت الأخبار التي يقدمها، وعدم دقتها في بعض الأحيان، ويحاول جاستن ماروزي أن ينصف هيرودوت بتمييز ما هو من قصص الخيال، وما هو تاريخي مبني على أحداث حقيقية، وقد ألف ماروزي كتاب الرجل الذي ابتكر التاريخ.. رحلات مع هيرودوت.

مشاركة :