كنت أهمّ، بل هممتُ وبدأتُ بالفعل في التصدّي لشطحات وسخافات جديدة ظهرت في مصر، تسيء للعقيدة، وما هو معلوم من الدِّين بالضرورة، قبل أن تنفجر الساحات الفضائية والسياسية والبرلمانية والدينية بالحديث عن «إمكانية سجن النبي» صلى الله عليه وسلم! والذي حدث أنني قرأتُ ما ورد على لسان الشاعر «أحمد عبدالمعطي حجازي»، من أن القرآن الكريم يحمل كلمات مُخجلة، يصعب ذكرها في مواقف مُحدَّدة، قبل أن أقرأ تصحيحه الذي قال فيه: إنّه لم يكن يقصد الإساءة، وإن مقصده كان أن بعض الكلمات الواردة في القرآن إذا قيلت في مجالس عامّة، سيشعر معها الناس بالخجل! مُؤكِّدًا أن «فِكر الإخوان» مازال يُسيطر! والحق أن الاعتذار أو التبرير أو التوضيح جاء أسخف، بل أقبح من التصريح! أو قل هما «التصريح والتوضيح» جاءا كما يقول المصريون: «سمك لبن تمر هندي»! في نفس اليوم، خرج المؤرخ الفجاءة والعالم الفجاءة، والمحدث الفجاءة بما هو أكثر «سخفًا ورداءةً»، حيث يقول: إن الحديث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم محض سخافة.. فهل هناك أسخف وأردأ من ذلك؟! للأسف نعم فيه! أقول كنتُ قد جهّزت نفسي للرد أو التصدي للفصل الجديد من الإسفاف والاستفزاز المتواصل بدعوى تنقية الدين، قبل أن يُذاع الحديث المتوتر المتشنج لوزير العدل «المقال»، الذي أعلن فيه أنه مستعد لسجن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس الصحفيين المصريين فقط! لا نغفل أبدًا أن وزير العدل المقال «استدرك واستغفر»! لكنه يظل -قبل إقالته- «وزير العدل» وحارس القضاء، والأهم مني، ومنه، ومن حجازي، وعيسى، وكل قادة التنوير الجدد وغير الجدد، أن الأمر يتعلّق بسيّد البشر صلى الله عليه وسلم! والحق عندي أن الناس قد أعيتهم الحيلة، وأعجزتهم الوسيلة في التصدّي للإساءات المقصودة، وغير المقصودة، التي بدأت بالصحابة والتابعين، ووصلت لسيّد البشر أجمعين، وللقرآن الكريم، فلمّا زادت الأمور عن حدّها شاءت إرادة المولى -عزّ وجلّ- أن يتصدَّى النور المحمديّ المشع في الوجوه والقلوب، لهذه الظلاميات المتلاحقة! لقد وصل استفزاز الناس في مصر إلى حد اضطرار الأزهر الشريف لإصدار بيان للرد على «وزير العدل» -قبل إقالته-، رافضًا الإساءة «حتى ولو كانت غير مقصودة»، بل إنه -الاستفزاز- وصل لدرجة تهديد نائب برلماني للوزير -وقتئذٍ- باستخدام نفس الطريقة التي استخدمها زميله مع المدعو «عكاشة»، فهل هناك فُحش و«عفاشة» أكثر من ذلك؟ للأسف فيه! sherif.kandil@al-madina.com
مشاركة :