عدونا واحد وإن ألبسوه تارة أزياء «داعش» وأخرى أزياء «النصرة» وثالثة أزياء «دالم» ورابعة «أنصار بيت المقدس»، عدونا واحد ومصدره واحد ومحركه واحد وإن تعددت الأسماء وتفاوتت التبريرات وكثرت الاجتهادات والتحليلات والنظريات بما فيها نظرية المؤامرة التي لم تعد نظرية!! وللجيوش العربية مهمة باسلة يعرفها الجنود والضباط وتبذل من أجلها التضحيات والأموال أيضًا بحيث تصبح كاملة العدد والعتاد!!. قديمًا خاض الجيش المصري في حرب وهمية هناك في اليمن عندها أو حينها انطلقت أغاريد وأناشيد الحرب والنصر رغم أنها وأنه لم يكن وتكن معركة ولا نصرًا، نصرعلى من؟! هذا هو السؤال الذي لم يجب عليه أحد حتى الآن باستثناء الادعاءات الزائفة عن الأخوة العربية والتضامن العربي، الكارثة أنه وعلى الفور وبعد أن أظهر الجيش المصري قوته وعتاده وعدته تم الاستدراج السريع لساحة القتال الحقيقية والنتيجة هزيمة منكرة سماها البعض نكسة والآخر نكبة قبل أن يتمالك الجيش ويعرف هدفه ويعرف عدوه الحقيقي قبل أن يلقنه درسًا رائعًا في أكتوبر 1973م، ثم كان ما كان وجاءت الحرب العراقية الإيرانية التي تم فيها استدراج ثاني أكبر جيش عربي واستنزاف طاقته وطاقة الأمة كلها التي ما كان لها أن تقف موقف المتفرج في صراع أحد أطرافه عربي والآخر على الأقل غير عربي!. وكالعادة غنى العراق وتغنى للمعركة وبالنصر رغم أنها انتهت بكارثة! والذي حدث أن سيناريو اليمن و67 تكرر في العراق وللعراق.. فقد دخل الجيش (الباسل) في حرب أو غزوة للكويت ليتم مواجهته وتكسير عظمه وإنهاكه بصورة مأساوية، ولأنهم يعرفون قدراتنا ويدركون أن استقرارنا واستقرار بلادنا العربية هو الخطر الأكبر عليهم فقد جيء بداعش ودالم والنصرة وبيت المقدس.. والحق أنه داغش وأنها نصرة للخصم وبيت للعنكبوت الواهي، في ضوء ذلك، ليس أمامنا إلا المواجهة، مواجهة الفكر والمكر والفتنة والعبث، والتصدي بقوة لمثل هذه الفيروسات الخطرة التي تستهدف الجسد العربي كله والجيوش العربية كلها، ندرك جيدًا أن الهدف هو الطاقة العربية الكامنة وندرك كذلك أنهم في ذلك يسهرون ويخططون ويعكفون على إعداد وتنفيذ سيناريوهات مفزعة أكثر من أفلامهم المفزعة والمرعبة، في ضوء ذلك أيضًا يصبح من الضرورة بل من الواجب أن تنتظم الخطى العربية في اتجاه واحد وأن تتوحد الكلمة العربية في قاموس واحد وبلغة واحدة واضحة لا تعرف اللعثمة و اللألأة. هذه بضاعتهم وقد عرضوها على الملأ بالشكل الذي نراه ونسمعه كل مساء. هذا هو تصورهم للخريطة العربية وللحضارة العربية وللقيم العربية.. فماذا نحن فاعلون؟ آن الأوان لمصارحة عربية ولمكاشفة عربية ولمصالحة عربية.. ليس بين الدول وبعضها فقط وإنما في كل دولة على حدة وبحيث يصبح الشعب العربي كله مقتنعًا ومتحفزًا ومدركًا خطورة ما يحاك له ولأبنائه وأحفاده في المرحلة المقبلة، ومن أسف أنها أقبلت بالفعل ومن أسف أنها أعلنت عن نفسها بالفعل تخلفًا وهمجية وابتعادًا عن الدين وعن الدنيا معًا. يحدث ذلك فيما نحن نغني لانتصارات وهمية ومكتسبات آنية ولوحدة وهمية!. sherif.kandil@al-madina.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (41) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :