ماذا تفعل بعد التخرج؟! | إبراهيم محمد باداود

  • 3/16/2016
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

من الأفضل أن يتمَّ الإجابة عن هذا السؤال قبل التخرّج، وعدم تأجيله إلى ما بعد التخرج، ثم البحث عن إجابة عنه، وهذا ما يجب أن يحرص عليه الخريجون. فالتخطيط للمستقبل يساهم في توفير الوقت والجهد، كما يساهم في زرع الثقة، وبُعد الخريج عن القلق والحيرة والإحباط، في بداية حياته الوظيفية والمهنية. بعض هؤلاء الخريجين يفتقد إلى الخبرة، ويعجز عن اتّخاذ قرار ماذا سيختار من مجال وظيفة، أو مهنة، لذلك تجد تركيزه في المرحلة الدراسية مُنصبًّا على التخرّج من المرحلة التي هو فيها، فهو يُردِّد باستمرار أنه سيُفكِّر بعد التخرّج فيما سيفعل، ولكن الأفضل أن يسعى الخريج من بداية مشواره التعليمي في تحديد مواصفات العمل والمهنة التي يعتقد أنها تُلائمه، ويبدأ في البحث عن الوظيفة المناسبة، مع الحرص على أن يكون سيستمتع بأداء هذا العمل، ولا يُؤدِّيه كوظيفة فقط، كما أن عليه أن يُحدِّد ما هي الأعمال التي قام بأدائها في الماضي بتفوُّق، وكان مميّزًا فيها. تحديد المسار لا يعتمد على التفكير فقط، بل يجب أن يعتمد أيضًا على جمع المعلومات، فكثير ممَّن يتقدمون للحصول على وظائف يقصدون بعض الشركات، وليس لديهم أيّ فكرة عن الشركة ووضعها الاقتصادي، أو مجال العمل الذي يقوم بالتقديم عليه، بل إن البعض -ومع شح الوظائف في بعض المجالات- تجد بأنَّ همَّه الوحيد يكون التركيز على الحصول على الوظيفة، دون التحقق من مستقبل القطاع الذي سيعمل فيه، أو طبيعة وثقافة الشركة الموظّفة. البعض يكون لديه مهارات وخبرة، ولكنك تجده يُركِّز على المجالات الوظيفية ذات الدخل المادي العالي، وقد تكون هذه المجالات مخالفة لميوله الإنساني، فهو يعمل في مجال لا يحبه، ولا يستطيع أن يبدع فيه، ولكن تركيزه فقط على الجانب الماديّ، ممّا قد يؤدّي إلى كرهه للوظيفة مستقبلاً، ومن ثم ترك الوظيفة. هناك بعض الوسائل من الممكن أن تدعم تحديد المجال الوظيفي والمهني، مثل مواقع التوظيف الإلكترونية، والتي تُوضِّح مزايا بعض المجالات الوظيفية، إضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعية، والتي تساهم في التواصل مع الخبراء والمختصين في تحديد مثل هذه المجالات، إضافة إلى وضع خيار إكمال الدراسات العُليا كأحد الخيارات المطروحة أمام الخريج. المهم ممّا سبق، هو أن يكون الإنسان إيجابيًّا، وأن يُخطِّط باستمرار للمستقبل، وأن يستفيد من الوقت، فيجعله صديقًا مساعدًا له، بدلاً من أن يكون الوقت عدوًا له. Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :