ثقافتنا عن العمل | أحمد أسعد خليل

  • 3/22/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تسأل شخصًا ما ماذا يعني لك العمل أو الوظيفة في القطاعين الحكومي والخاص؟ قد تتلقى إجابات مختلفة ومتنوعة تثير الدهشة والحيرة، ولكن دعونا أولًا نُعرف العمل أولًا فقد وَرد في «لسان العرب» لابن منظور أن العمل هو المهنة والفعل، مِن عَمِلَ عَمَلاً والجمع أعمَال، وأعمَله واستعمَله طلب إليه العمل واعتَمَلَ أي عمل بنفسه وأعمل رأيه، والعَمَلة أي العاملون بأيديهم، والاصطلاح العام للعمل هو كل ما يَصدُر من فعل أو حركة ظاهرة عن أي جسم سواء بإرادة أو بغير إرادة، أما العمل بمفهومه الديني فهو القيام بالفرائض والواجبات الدينية، بينما العمل بالمفهوم الاقتصادي هو الجهد البدني الذي يبذله الإنسان في مجال النشاط الاقتصادي في سبيل إنتاج الخدمات والسلع الاقتصادية لغرض الكسب والعيش، والعمل هو المجهود الحركي أو ما يسمّى بالطّاقة والجهد الّذي يبذله الإنسان من أجل تحصيل أو إنتاج ما يؤدّي إلى إشباع حاجة معيّنة محلّلة. وبعدها قررت أن أضع هذا السؤال في مواقع التواصل الاجتماعي كاستطلاع رأي حول مفهوم العمل ووضعت أربعة خيارات وهي هل العمل يعني لك الدخل المادي فقط، أم هو خدمة للوطن والمجتمع، أم هو أفضل من لا شيء، أم هو أمان ومستقبل، وتمت المشاركة من قبل مئة شخص تقريبًا وكانت أعلى نسبة إجابة بـ57% بأن العمل يعني لهم الأمان والمستقبل وأقل نسبة بـ3% بأن العمل أفضل من لا شيء بينما أجاب 26% بأن العمل خدمة الوطن والمجتمع، و14% بأن العمل يعني الدخل المادي فقط، وما نريد إيصاله إلى الكثيرين من خلال هذا الطرح أن النظرة القاصرة للعمل تعني الحضور والانصراف والغياب والأعذار والعمل الإضافي والانتدابات والأجر الذي تتلقاه نهاية كل شهر وغيرها من المعايير الأخرى، وهذه النظرة المحدودة هي من قتلت الطموح والإبداع لدى الكثيرين وبالتالي قل أو مات الإنتاج معها، فالعمل هو أمرٌ واجبٌ على كلّ شخص لخدمة الوطن والمجتمع وكي يكون لكل منا هدفٌ في حياته يحقق من خلاله فائدة للمجتمع مع فوائد شخصية تعود عليه بالنفع وتحقيق الذات وبالتالي يحقق الأمان الوظيفي وضمان المستقبل وليس العكس. لذا يجب على وزارة التعليم غرس مفهوم العمل بأبنائنا منذ نعومة أظافرهم وتأسس هذا المفهوم ليكون بصحبة الطالب حتى يتخرج من الجامعة وأيضًا على الجهات المعنية بالتوظيف بالمملكة في جميع القطاعات أن تواكب هذه المخرجات بما يتناسب معهم ميولهم وطموحهم وأهدافهم حتى نرى الإبداع والتطور في موظفينا وما يقدمونه من خدمات تنعكس على الإنتاجية وبالتالي تتوافق مع تطلعات الدولة ومستقبلها. * هدفك_مستقبلك twitter:@Dr_AhmedKhalil ahkhalil25@hotmail.com

مشاركة :