أي عمل نقوم به لن يستوفي غاياته بالشكل المطلوب دون أن نخلص في ما نؤديه ونقوم به فالعمل لا يكون فقط بكثرة الإنجاز، بل بقيمة الإنجاز، ومدى إتقانه، ولعلَّ انعدام الإخلاص في العمل هو واحد من أهم الأسباب التي تظهر ثمارها بشكل سريع على التنمية التي ننشدها. يقول بعض السلف عن تعريف الإخلاص: «المخلص هو: الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الناس من أجل صلاح قلبه مع الله عز وجل، ولا يحب أن يطلع الناس على مثاقيل الذر من عمله»، الإخلاص هو حقيقة الدين، وهو مضمون دعوة الرسل قال تعالى: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء)، فالإخلاص مرتبط دائمًا بالعمل الذي تؤديه ولا يمكنك ان تتخلى عنه وإلا أصبح العمل مهملًا ولا يحقق لك أي هدف أو مبتغاة وبالتالي تقل أو تنعدم الإنتاجية فينعكس ذلك على المجتمع وبالتالي على مقدرات الدولة وتكون الخسارة كبيرة. الوظيفة أمانة في عنق كل موظف ومسؤولية يجب تحملها بكل اقتدار دون الإخلال بها أو الإساءة إليها، ويجب ارتداء درع الأمانة والنزاهة والإخلاص والضمير الحي وعليك تحري الحلال في المأكل والمشرب والمسكن فعندما تقصر أو تهمل في عملك أو ترتشي أو تختلس فإنك بذلك تدخل الحرام إلى أولادك فهل ترضى الحرام عليهم؟ وهل ترضى أن يتعطل المواطن بسبب تقصيرك أو عدم اهتمامك بعملك؟ وهل تعلم بأنك وضعت في هذا المكان لخدمة جميع المواطنين وليس الأهل والأصدقاء والمقربين فقط؟ مع الأسف الكثير لا يزال يعيش في عالم من الخيال بظنه أن الوظيفة العامة هي حق مكتسب له يسيرها حيث يريد لتتوافق مع أهدافة الخاصة متجاهلًا الإخلاص بالعمل والنتائج التي ساعدت على تدني الإنتاجية، التي لم يتم الاعتراف بها من قبل البعض وسجلت مقاومة كبيرة واعتراضات بأن إنتاجيتهم عالية بينما الواقع يقول غير ذلك!! الإخلاص بالعمل لا يحتاج دائمًا إلى رقابة عالية طالما وجدت الرقابة الذاتية وطالما كان الشخص رقيب نفسه ويهذب اعوجاجها يقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)، وجاء في الحديث الشريف (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه) الفرصة لا زالت أمامنا للإخلاص بالعمل ونحن على قيد الحياة. #الإخلاص_بالعمل twitter:@Dr_AhmedKhalil ahkhalil25@hotmail.com
مشاركة :