ترجل الفارس الصغير في سنّه، الكبير في خُلقه وتعامله، إنه الابن مازن آل عقران، الذي وافاه الأجل المحتوم يوم السبت الماضي في حادث مروع أليم آلمنا كثيراً وأثّر في نفوسنا. ترجَّل الفارس وترك خلفه ذكرى جميلة بكرم عطائه وسمو أخلاقه. مازن آل عقران هو أحد طلابي لهذا الفصل الدراسي، وقد اعتدت أن أراه مرتين في الأسبوع، وعرفته عن قرب، فهو يتمتع بأخلاقٍ عالية وأدبٍ جم، ودائم الابتسام، طيّب المعشر.. ولكنّه القدر وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، ونحن مُؤمنون بقضاء الله وقدره، فلله ما أعطى ولله ما أخذ. الموت سُنّة كونية يمر بها البشر، ولا يسلم منه أحد، فهو ماضِ على الكبير والصغير، والصحيح والسقيم، والغني والفقير، وليس الخلد لأحد، ولا يبقى إلا وجه الله عز وجل، لقوله سبحانه في محكم التنزيل: "كل شيء هالك إلا وجهه"، ولم يسلم منها سيّد الأوّلين والآخرين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، حيث وصف ميتته الله بقوله: "إنك ميت وإنهم ميتون"، وهي الحياة البرزخية لسيد البشر، حيث ترد إليه روحه للرد على من يسلم عليه، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه. ابننا مازن -رحمه الله وأسكنه فسيح جناته- كان له نشاط ملموس في نادي الفروسية، وهو صديق لأبنائي محمد وأحمد المشاركين في نادي الفروسية التابع لجامعة الملك عبدالعزيز، وقد كان لفقد المرحوم بإذن الله أثر كبير على نفسيهما ونفوس من عرفوه من الفرسان الشباب، الذين يزخر بهم نادي الفروسية، والذين شاركوا في تشييع جنازة صديقهم الغالي والصلاة عليه ومرافقته حتى مثواه، وبأعدادٍ كبيرة منهم ،أخوة ومواساة ومحبة في صديقهم الوفي الذي شاركهم في أفراحهم ونجاحاتهم في نادي الفروسية، وخاض معهم العديد من المشاركات المحلية والإقليمية، وساهم معهم في رفع اسم الجامعة عالياً بين جميع منتخبات المملكة والدول العربية. عزاؤنا جميعاً للأخ العزيز د. فهد آل عقران وزوجه الكريمة وأبنائه وأهله جميعاً في رحيل الابن مازن، كما أن العزاء موصول لجميع محبي مازن من مدرّسيه وزملائه وأقرانه من الشباب، وندعو الجميع بأن يُكثروا له من الدعاء بالمغفرة والعتق من النيران، وأن يجعل الله مثواه الجنة ونعيمها، وأن يلهم أهله الصبر والسلوان." إنا لله وإنا إليه راجعون". mdoaan@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (37) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :