نحن كخليجيين نُشكّل لحمةً واحدة، لا يَفرِق بيننا شيء، هذه الحروب اللفظية المصطنعة عبر وسائل التواصل بين أفراد لا يحترمون واقعهم الخليجي المتآزر، ولا يقيمون وزناً للتواشج الإنساني الأصيل بين أبناء الخليج، يحوّلون حساباتهم عبر وسائل التواصل إلى ساحات للشحناء والبغضاء وعصبيّات لم يألفها مجتمعنا الخليجي ولم يعرفها آباؤنا الأولون الذين عاشوا حقبة ذهبية من المحبة والتراحم والتواصل. الذين يثيرون المشكلات ويؤججون الخلافات، ويزرعون الشوك بدلاً من الورد هم قلّة تسير وراءها جماعات، هذه تدافع عن أوطانها، وتلك تتطاول على أوطان آخرين فتتسع الدائرة، وتصبح التصرفات الدخيلة ديدن كثير من الشباب الذين يَسخرُ بعضهم من بعض، فيتنابزون بالألقاب، ويغتاب بعضهم بعضاً، ولا أعرف ما الذي سيحدث لو تواجهوا وجهاً لوجه وهم في فتنةٍ من أمرهم. أولئك الذين يقتاتون على سيئ القول، ويحشدون من الألفاظ والأوصاف ما لا يجب تداوله، والذين يبحثون في تاريخ وأرشيف خصومهم فيسيئون إلى دول شقيقة بسبب مشاحنات شخصية يشكلّون خلايا نائمة يجب متابعتها وأن لا يُترك لهم الحبل على الغارب ليأتوا بمثل هذه الأفعال، فينافحون عن المخطئ ويقفون إلى صفه، ويتعرضون بسوء التصرف لمن لا يقف في صفهم أو مع آرائهم المريضة. إن شعوب الخليج تجمعهم أواصر كثيرة، فهم أهل وأنساب وقبائل تقوم على الولاء لولاة الأمر، والوفاء للأرض والوطن، تقاسموا شظف العيش قبل أن تشهد دولهم الطفرة النفطية التي جاءت بالتطور والتنمية والحياة الجديدة، فمنذ الأزل فنونهم وثقافتهم مشتركة سواء كانت أصيلة أو وافدة أسوة بكافة شعوب الأرض، هذه مشتركات يجب فهمها بوعي، مثلها مثل اللغة والدين والهوية والتاريخ المشترك، هذه الحقائق يجب أن يفهمها ويعيها بعض المراهقين ممن يقيمون في وسائل التواصل الحديثة كي يحترموا مجتمعاتهم المسالمة المتعاضدة، ويوقفوا مراهقاتهم الصبيانية غير المسؤولة.
مشاركة :