أسباب عزوف الشباب عن كلية التربية

  • 3/28/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

كتب - هيثم القباني: عزا عدد من طلاب جامعة قطر عزوفهم عن الدراسة بكلية التربية إلى عدة أسباب، في مقدمتها مفهوم ونظرة المجتمع لمهنة التدريس وفقدان المعلم لهيبته، وعدم مرونة مهنة التدريس فيما يتعلق بالإجازات وضعف المخصصات المالية، فضلا عن أن السلم الوظيفي والترقي للمعلم محدود. وقال الطلاب، لـ الراية، إن الثقافة العامة للمجتمع توحي بأن الفتيات يلتحقن بكلية التربية نظراً لخصوصية المهنة للنساء، أما البنون فيتعلمون تخصصات أخرى، لذا ثمة إقبال على كلية التربية من قبل الفتيات، ما يستلزم عمل حملات توعوية لتغيير تلك المفاهيم. وأضافوا أن من بين أسباب العزوف ضياع هيبة المعلم دون وجود قوانين وإجراءات رادعة تدعمه في مواجهة الطلاب المشاغبين، وهو ما يجعل الشباب يعزفون عن خوض التجربة، فضلا عن أن المخصصات المالية لطلاب التربية قليلة وبحاجة إلى رفع قيمتها بدلا من 7 آلاف ريال فقط، لافتين إلى أن هذه المكافأة لم تنجح في إقناع الشباب واستقطابهم لمهنة التدريس. كما أرجعوا عزوف الطلاب عن مهنة التدريس إلى أن خريج كلية التربية لا يجد سبيلا أمامه غير أن يصبح معلماً، على عكس التخصصات الأخرى فضلا عن أن السلم الوظيفي والترقي محدود. وأضافوا أن مهنة التدريس تغيب عنها مرونة الإجازات حيث إن المعلم مقيد بإجازة الصيف فقط أو منتصف العام الدراسي على عكس باقي موظفي الدولة والذين يستطيعون الحصول على إجازة في أي وقت خلال العام، بالإضافة إلى أن التدني الواضح في مستوى الطلاب يسبب حالة من الإحباط للشباب الراغبين في الالتحاق بكلية التربية. فيصل اليافعي: سوء سلوكيات طلاب المدارس وراء العزوف قال فيصل اليافعي -طالب بكلية الهندسة-: إن ما يلقاه المعلم من سوء سلوكيات الطلاب وتعاملهم مع المعلمين، سيما طلاب المرحلة الثانوية، تجبر الشباب على عدم التفكير في الالتحاق بكلية التربية والعمل كمعلمين، هذا إلى جانب أن مهنة التدريس تقيد صاحبها، فالإجازة ثابتة، والمقرر ثابت، فضلا عن أن المكان لا يمكن مغادرته نظراً لطبيعة العمل، على عكس الوظائف الأخرى التي قد تسمح بمرونة في الإجازات والتحرك والترقي وغيرها من الأمور الأخرى. وحول إقبال الفتيات على كلية التربية أكثر من البنين، أوضح أن الفتاة وأهلها يفكرون في عمل يتميز بالخصوصية ويتناسب مع طبيعة المرأة، لذا تجد أن كلية التربية تحتوي على عدد كبير من الفتيات، فثمة ثقافة عامة في المجتمع تحث الفتاة على العمل كمعلمة، في حين أن ثمة ثقافة عامة تثبط همم الطلاب من الالتحاق بكلية التربية. أحمد المفلحي: لا مرونة في الإجازات يقول أحمد المفلحي -طالب شؤون دولية-: إن مهنة التدريس تتطلب مهارات معينة لا يمتلكها الكثيرون، فهي مهنة تتطلب ذكاءً اجتماعياً وقدرة على توصيل المعلومة، هذا إلى جانب أن إجازات المعلم ثابتة حيث تكون في الصيف فقط على عكس الإجازات الممنوحة للمهن الأخرى، فثمة مرونة كبيرة وحرية في اختيار موعد الإجازة صيفاً أو شتاءً. وأشار إلى أن طلاب كلية التربية يتم منحهم نحو 7000 ريال كمكافأة شهرية تحفيزية لهم، لكن يبدو أنها غير كافية حيث إن عدد الطلاب البنين قليل للغاية، وهو ما يتطلب إعادة النظر في هذا المبلغ وزيادته. محمد القاضي: هيبة المعلم صارت ضعيفة أكد محمد القاضي أن البنين يتهربون من مهنة التدريس، حيث إن هناك مهناً أخرى أكثر راحة بالنسبة لهم، مشيراً إلى أن خريج كلية التربية ليس أمامه إلا أن يعمل معلماً فقط، على عكس التخصصات والكليات الأخرى والتي قد تسمح بتنوع الوظائف. ولفت إلى أن هيبة المعلم صارت ضعيفة للغاية أمام الطالب بعد إلغاء الضرب من المدارس، ما يجعل الكثيرين من الشباب يترددون في الالتحاق بكلية التربية. ولفت إلى أهمية الارتقاء بقيمة المعلم في المدارس حيث يعد نموذجاً حقيقياً للاقتداء به. فيصل الأحبابي: زيادة المخصصات يحفز الطلاب قال فيصل الأحبابي -طالب بكلية الآداب والعلوم- إنه التحق بقسم الإعلام، لأن له أصدقاء يدرسون هذا التخصص، وهو ما شجعه على الالتحاق بهذا القسم .. مشيراً إلى أنه لا يهوى مهنة التدريس بالأساس حيث إنها وظيفة تتطلب جهداً كبيراً وتحتاج شخصاً يهوى تلك المهنة في النهاية، فهي مهنة صعبة. وقال إن كثيراً من الطلاب سيما من البنين يفضلون الوظائف الإدارية أكثر عن العمل كمعلمين لأن التدريس أصعب من الوظائف الأخرى. وحول آلية تحفيز الطلاب اقترح رفع المخصصات المالية للطلاب بدلا من 7000 ريال لكل طالب، وذلك لاستقطاب الطلاب، طالما أن هذه المكافأة لم تحفز الطلاب للالتحاق بكلية التربية كما هو مطلوب. محمد السنيدي: لم أسمع عن الكلية خلال دراستي الثانوية يقول محمد السنيدي -طالب في كلية القانون-: لم ألتحق بكلية التربية لأني لم أسمع عنها خلال دراستي الثانوية، الأمر الذي دفعني إلى التفكير في دراسة الهندسة أو الإدارة والاقتصاد أو القانون، ففضلت القانون. وحول ميوله للعمل كمعلم، قال: لا أحب مهنة التدريس لأني أراها مملة، فضلا عن أنها مهمة، لكن ربما هناك آخرون يفضلون هذه المهنة لكنهم قليلون في نهاية المطاف. ضرورة التوعية بقيمة المعلم ومزايا التدريس قال أحد الطلاب بقسم الشؤون الدولية إن مهنة التدريس لها كثير من الالتزامات والمتطلبات والتي تختلف عن وظائف أخرى، فمثلا الإجازات التي يستحقها المعلم ومواعيدها لا تروق للكثيرين. وأضاف أن الهبوط والتدني الواضح في مستوى الطلاب يسبب حالة من الإحباط للطلاب الراغبين في الالتحاق بكلية التربية، ما يدفع الشباب للعزوف عن فكرة التدريس. وأشار إلى ضرورة توعية الطلاب بقيمة المعلم وتوضيح مزايا العمل بمهنة التدريس حتى يغرس في نفوس الشباب حب تلك المهنة.

مشاركة :