من قراءة حديثة علمتُ بأن بعض الأميركيين يأخذون إجازة اسمها "إجازة للراحة النفسية" يقولون انهم يحاولون استرداد عافيتهم ونشاطهم، وهم لايحاولون خلق عذر للحصول على إجازة مرضية، وبذات الوقت لا يُطلعون رؤساءهم على أسباب الإجازة. يستغل الكثير من الموظفين في الدول المتقدمة يوم الإجازة للراحة النفسية في الابتعاد لفترة قصيرة عن مكان العمل، ولكنهم لا يعانون من أمراض عضوية. أظن أنهم قرأوا الآراء التي تقول إن معظم الأمراض العضوية منشؤها نفسي. وتقول إحدى المستهدفات بالدراسة: "يتصور البعض أنك إذا حصلت على إجازة للراحة النفسية، فأنت إما تمارس لعبة الهوكي، ولا تعاني من أي مشكلة، أو أنك تحاول جاهدًا التغلب على مشكلاتك". ويبدو أن كل الدراسات تلك يضطلع بها عاملوها بناء على رغبة صحيفة أو مجلة، لذا فأكثرهم (قصدي الباحثون) يعلمون أنه لا يوجد رب عمل في زمننا هذا يساعد موظفيه مساعدة حقيقية في تحقيق توازن أفضل بين متطلبات العمل والحياة الشخصية، فما زال بعض الموظفين يتهيّبون من التقدم بطلب إجازة لأسباب شخصية. ويشعر الكثيرون أنهم مرغمون على إطلاع مديريهم على سبب احتياجهم للإجازة، ولا أحد يريد أن يفصح عن رغبته في الحصول على يوم عطلة شخصية من أجل الراحة النفسية. والإجازة المستحدثة تلك، استحدثوا في قواميس المفردات لها اسم (Unwind) – ربما عنت "حل الزمْبلك المشدود" وحاول خُبراء في مجال أماكن العمل التشديد بشكل متزايد على أهمية إجازات الراحة النفسية للموظفين الذين أنهكهم العمل. وعلى عكس العطلات التي تُنظم بالأساس لكي يتمّ التواصل مع الأهل والأصدقاء، فإن إجازات الراحة النفسية المثالية تقضيها بمفردك. وقد تساعدك هذه الإجازة التي لا تزيد على يوم والتي تقضيها بعيدًا عن المكتب في الاسترخاء بالبقاء بمعزل عن الإجهاد وتَجَدُّد الأفكار عند عودتك إلى العمل. وقال استاذ علم نفس: "إن الإجازة تلك من أرخص أنواع الإجازات على الأرض، لكونها تُبقي صاحبها بين جدران منزله بعيدا عن المواصلات والانتظار والمجاملات الزائدة". واعتمدت باحثة في شؤون العمل القول القائل: "قد يفضي يوم من الراحة إلى زيادة الانتاجية لأسبوعين. فحين نشعر بالتعب، لا نتقن العمل وكل شيء يستغرق وقتًا أطول من المعتاد". وأكدت امراة عاملة أن: "الراحة التي ينشدها المرء لا تكون من العمل بل وحتى من التفكير بما في ذلك الابتعاد تمامًا عن الانترنت والتعلق بجهازي المحمول، والأخير ليس وسيلة لأخذ قسط من الراحة ولا لاستعادة نشاطي". أعرف صديقا من الجماعة أرسل لزميله في العمل، من لندن رسالة يطلب منه الالتحاق به لكي يتمتعا معا. والرسالة عبارة عن قصيدة أذكر منها بيتا يقول: دارٍ(ن) بها يدري والآخر ما درى والحمد لله الدراهم وافْرهْ. binthekair@gmail.com لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :