قال الشاعر : ومن العجائب والعجائب جمة قرب الشفاء وما إليه وصول كالعيس في البيداء يقتلها الظما والماء فوق ظهورها محمول إن أمر الحكومة عجيب فهي تحمل على ظهرها صندوق سيادي به فوائض مالية تقدر بـ 600 مليار دوﻻر وقد يكون أكثر لأن هذا الرقم أسمع به منذ سنوات عديدة ورغم ذلك هي تشتكي من العجز بل ذهبت أبعد من ذلك وقرر مجلس الوزراء في جلسته الماضية الموافقة على مشروع قانون تحديد تعرفة وحدتي الكهرباء والماء وهو اﻻسم التلطيفي لرفع أسعار الكهرباء والماء وذلك لتخفيض العجز في الميزانية وهذه برأيي قمة الغباء. وزير الكهرباء والماء أحمد الجسار يصرح في نفس اليوم أنه سوف يتم توقيع عقد العدادات الذكية مع شركة عالمية خلال الثلاث شهور القادمة وطبعا هذا المشروع أسمع فيه منذ عشر سنوات ولو تم تطبيقه سوف ينخفض تلقائيا استهلاك الكهرباء وسوف تستطيع الوزارة تحصيل فواتير الكهرباء العاجزة عن تحصيلها منذ سنوات بسبب عدم وجود نظام تحصيل فالطاسة ضايعة حتى من يريد أن يدفع يدوخ السبع دوخات ليعرف قيمة الفاتورة ونظام العدادات الذكية وهو يعني نظام الدفع المسبق مثل كروت الموبايلات سوف يقضي على الهدر في استهلاك الكهرباء وعدم تحصيل الفواتير. ﻻيخفى على أحد أن هناك دول تعتمد على السياحة في ميزانيتها ولعل أبرز هذه الدول الإمارات العربية المتحدة وبالذات إمارة دبي التي أصبحت وجهة عالمية على خريطة السياحة العالمية والإمارات تعتمد في ميزانيتها على 30% من النفط والباقي من السياحة واﻻستثمار ولديها خطة أن يكون اعتمادها على النفط فقط 5% في سنة 2021 لأنها حكومة لديها رؤية ذكية و مستقبلية . عندنا في الكويت فقط نعقد مؤتمرات للسياحة ولكن بدون مردود على أرض الواقع فقد عقدت وزارة الإعلام مؤتمر يوم الثلاثاء الفائت تحت اسم ( مؤتمر السياحة والتنمية في الكويت الواقع والمستقبلة) وهو تحت رعاية وزير الإعلام الشيخ سلمان الحمود . الوكيل المساعد لشؤون السياحة بوزارة الإعلام جاسم الحبيب أكد في مؤتمر صحفي عقد قبل المؤتمر بيوم على أهمية تطوير القطاع السياحي في ظل اتجاه الدولة لتنويع مصادر الدخل وذكر أن الكويت كانت في النصف الثاني من القرن الماضي وحتى الغزو العراقي الغاشم وجهة سياحية لكثيرين من أشقائنا في الخليج وكانت الكويت تعتبر لؤلؤة الخليج وكانت تزخر بانفتاحها ومهرجاناتها ومسرحها ومنشآتها الترفيهية وكان أكثر المواطنين يقضون إجازاتهم بالكويت عكس الآن فتجد في العطلة الأسبوعية هروب كبير من الكويت لدول الخليج . رئيسة اللجنة المنظمة للمؤتمر السيدة نبيلة العنجري كانت قبل عشر سنوات تقريبا هي الوكيلة المساعدة للسياحة وقدمت للحكومة استراتيجية متكاملة لتطوير السياحة ذكرت فيها أن السياحة سوف توفر 30 ألف فرصة عمل للكويتيين وسوف تنعش 11 قطاعا حيويا في البلاد مثل الفنادق والمطاعم والمواصلات وغيرها ولكن الحكومة الغبية وضعت هذه اﻻستراتيجية على الرف . ذكرنا في مقدمة المقال أن الكويت لديها صندوق سيادي وهو عبارة عن رصيد صندوق الأجيال القادمة واﻻحتياطي العام يتم استثماره في البورصات العالمية مما يعرض هذه الأموال لتقلبات الأسعار وتعرضها لخسائر فقط لإرضاء الدول الكبرى ولو صرفت جزء من هذه الأموال في الداخل وطورت الجزر الكويتية والشواطئ الجميلة وقامت ببناء مطار حديث لأنه ﻻيمكن أن تكون هناك سياحة بدون مطار وكذلك تطوير المنافذ البرية والموانئ. منذ سنوات وأنا أطالب الحكومة ببناء مقهى شعبي في الدائرة الخامسة وهي محافظة الأحمدي حتى تكون متنفس للمواطنين والمقيمين في أكبر محافظة ولكن ﻻحياة لمن تنادي وأنا أدعو وزير الإعلام وكذلك وزيرة الشؤون المسؤولة عن المقاهي الشعبية لزيارة مقهى الشميمري الشعبي بالقرب من سوق شرق أو المقهى الشعبي في السالمية أيام العطلة الأسبوعية سوف لن يجدوا موقف لسياراتهم من شدة الزحمة والسؤال هو إذا كانت حكومة عاجزة عن بناء مقهى شعبي فكيف ستبني منشآت ترفيهية وتنعش السياحه في البلد . إن المدخل لتطوير السياحة هو إنشاء هيئة عامة للسياحة وليس إدارة في وزارة الإعلام وهذه البداية والمؤتمرات ﻻتغني وﻻتسمن من جوع وبعدها اتخاذ قرارات جريئة مثل إقامة الحفلات في الفنادق وإقامة المهرجانات وإلغاء شركة المشروعات الترفيهية الفاشلة التي انتهت صلاحيتها ومنع الفكر الظلامي المتطرف من فرض وصايته على المجتمع من خلال لجان في مجلس الأمة مثل لجنة المظاهر السلبية وكذلك التشريعات المتخلفة ونشر فكر الفرح والبهجة بدل فكر الكآبة والظلام. أحمد بودستور
مشاركة :