قال اينشتاين «إننا سنرى مع تطور التكنولوجيا وسيطرتها على حياتنا وعقولنا. جيلا غبيا كسولا وعاجزا».وتحقق كلامه هذا بزمننا المعاصر، إذ كلما التفتنا، وجدنا بشراً لا يسقط الموبايل من أيديهم لدرجة أنك تعتقد أنه ملتصق بكفوفهم. وربما يغسلون أيديهم ويستحمون به أيضاً، يعبرون الشارع وعيونهم على الشاشة، يجلسون مع أحباء وأخوة لم يروهم منذ زمن وعيونهم معلقة بالشاشة، يا لبؤس زمن حاصرتنا فيه الشاشة وتقلصنا حتى صرنا دُمى تحركها أزرار ومفاتيح الشاشة، فهل أصبح العالم على كف شاشة يا إخواني؟... يبدو كذلك.يتواصل الأبناء مع والديهم عبر الشاشات دون مشاعر. دون تفاعل وأحاسيس مباشرة ما يفقد الحياة ملحها وسكرها، عقابها وثوابها فينشأ جيل هش ضعيف متهالك، لا يعرف القيم والفضائل وأسس السلوك وقواعد السعادة وركائز الحياة، يعيش على السطح، تحركه الموضة ويأخذه التيار يمنة ويسرة بلا وعي أو تدقيق وتفكير.وإن جئت للموظفين وجدت الموبايل بأيديهم في الدوائر الحكومية والشركات والمؤسسات ، يهملون العمل من أجل عيون «الشات» و«فيس بوك» و«تويتر» والمراجع ينتظر دوره، ينتظر أن تحن الموظفة عليه بعد الانتهاء من الموبايل وصبغ الأظافر وتعديل الماكياج، وزيارة المكاتب، ثم الفطور الجماعي. ثم فناجين القهوة والحلو ثم الاحتفال بالمناسبات، والمراجع ينتظر. يحمل «فايله» وأوراقه... وينتظر.تتعطل الإنتاجية وتتوقف عجلة التنمية من أجل شاشة مضاءة، عقل مطفأ وضمير صامت.
مشاركة :