حال الأندية الأدبية في وضعها الحالي بعد أن أخلت وزارة الثقافة مسؤوليتها عنها، وأصبحت كجمعيات اجتماعية غير ربحية لا يرضى الأدباء والمثقفون في الوقت الذي كان لهذه الأندية دورها الرائد على مدى نصف قرن في تشكيل هويتنا الثقافية وإحداث الكثير من المُتغيرات في مشهدنا الثقافي والنهضة الأدبية، بدأت الإشكالية الكُبرى بتعطيل انتخاباتها بعد انتهاء الفترات النظامية لمجالس إداراتها، حال -بكل تأكيد- يؤلم الأدباء والمثقفين، ويحز في نفوس الذين ساهموا في مسيرتها وشاركوا في نجاحاتها، وفي ظني أن المتغيرات تحتم ضرورة التفكير في تغيير أنظمتها وإعادة هيكلتها بما يتلاءم مع المتغيرات، ويتوافق مع رؤية التحول 2030 التي تجمع بين الثقافة والترفيه. فإذا كانت الأندية الأدبية قد انتهى دورها التاريخي، ولذا اكتفت وزارة الثقافة بما قدمته في تاريخها من عطاء، لا بد لنا ألا ننسى أنها كانت تُمثل مرحلة مهمة في تاريخنا كما وثقت، وذكرت ذلك مرارًا وكان بودي أن تكون جزءًا من المراكز الثقافية الشاملة كما ذكرت وضمن الخطط الثقافية وفق رؤية المملكة الطموحة، أما أن تغلق أبوابها ويتم التبرؤ منها؛ فهذا غير مُنصف على الإطلاق خاصة وأن كل نادٍ من الأندية الكبيرة المهمة لها كياناتها التي صرفت عليها الملايين بجهود المحبين للوطن والأدب. ما كان مُخططًا له خلال فترة وزارة الوزير الطريفي، كان يُفترض أن يتم تكوين مراكز ثقافية متكاملة يتم فيها دمج الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون، والإقبال على الانفتاح على كل المعطيات الإبداعية الأدبية والثقافية والفنية من خلال الرؤية المستقبلية التي تقوم على عنصري الثقافة والترفيه، ولكن الوزارة أولت الفنون الجزء الأكبر من اهتمامها وتخلت عن الأندية الأدبية، واعتبرتها ماضيًا خارج اهتماماتها بدليل تجميد الانتخابات، والبقاء على ثلاثة أعضاء منهم الرئيس لتصريف أمور النادي، والاعتماد على ما يمكن جنيه من موارد مالية ودعم خارجي لميزانيتها، لذلك تجد الأغلب بل معظم الأندية الأدبية الـ 14 مغلقة وخالية الوفاض.
مشاركة :