كتب لي الصديق الأستاذ يعرب بلخير عن أمور لها مساس بالبيئة سواء في اليابسة أو البحر حذر منها الخبير البيئي الدكتور علي عشقي، ورأى أنها تستحق التلميح لها والتذكير بها. وبداية أذكر هنا أن يعرب بلخير كان أحد كبار العاملين في الخطوط السعودية حيث لحق ما يطلق عليه موظفو الخطوط السعودية «العصر الذهبي» لمؤسسة الطيران العريقة. وكان مسؤولاً عن إدارة العلاقات العامة, أيام كانت لها «شنة ورنة» ... وكان لي معه مواقف عديدة لا مجال لذكرها هنا. *** يقول الأستاذ يعرب بلخير في رسالته: «لفت نظري ما كتبه في الفيسبوك أ.د. علي عشقي عن عدة أمور لها مساس بالبيئة سواء في اليابسة أو البحر، خاصة ما كتبه عن سرعة اندثار الثروة السمكية والمرجانية في البحر الأحمر. أنا واثق بأن الجهات المعنية على علم بمثل هذه الأمور، وهنا أكرر كلمة «الجهات». ولعل المشكلة تكمن على ما أعتقد بأن تلك الجهات إما انها في سبات عميق عن مثل هذه الأمور، أو أن التنسيق والتواصل لحل مثل هذه الأمور يكون رأسياً في ذات الادارة عوضاً عن أن يكون تنسيقاً أفقياً ورأسياً بين كل الجهات. ولا أشك فيما ذكره أ.د. علي عشقي، وأسرد لسعادتكم أدناه ما ذكره الدكتور علي للتسهيل عليكم لعل كلمتكم في الصحف تفيق تلك الجهات من سباتها، أو تحفزها لإيضاح الحلول والإجراءات المتخذة إعلامياً لطمئنة القلوب. جزاكم الله خيراً، واليكم ما ذكره د. علي: البحر الأحمر تماماً مثل صحراء الربع الخالي، نسبة الحياة فيه لا تتجاوز 2.5% من مساحته الكلية، والبقية الباقية صحراء يطلق عليها الصحراء الزرقاء Blue Desert ، ومن سوء طالعنا أن الحياة البحرية في البحر الأحمر والتى تمثل كما ذكرت أعلاه 2.5 % من حجم البحر الأحمر تتركز في معظمها بالقرب من الشواطئ فيما يعرف بالحيد المرجاني الساحلي Fringing Reef ، ولا شك أن الأنشطة البشرية والصناعية والحفر والردم والتجريف في هذه المناطق على طول البحر الأحمر خفضت نسبة الحياة إلى حوالي 1.5 % ، البقية الباقية من الحياة وهي صغيرة جدا تتركز على بعد يتراوح من 5 إلى 15 كيلو متراً من الشاطئ فيما يعرف بالحيد المرجاني الخارجي Barrie Reef, أو كما يعرف لدى الصيادين باسم القطع، وهل تعلم أخي أن المخزون السمكي انخفض بنسبة تزيد على 60% على طول الشواطئ السعودية في البحر الأحمر، فأين البيئة المستدامة sustainable environmental التي تمثل الركيزة الوحيدة للتنمية المستدامة sustainable Development» *** وأقول إنه إذا كان هناك اليوم ناشطون في عدة مناحٍ من مناحي العمل السياسي والاجتماعي والتربوي، فإن الصديق الأستاذ الدكتور علي عشقي، الأستاذ في كلية علوم البحار في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، هو ناشط من نوع خاص، وإن كان لم يرفع هو شخصياً أي شعارات حول نشاطاته. فقد أخذ على عاتقه - منذ سنوات بعيدة - التنبيه لأخطار يراها، كأحد المتخصصين القلائل في شؤون البيئة، على البلاد والعباد. وقد استمعت إلى كثير من نقاشاته حول هذه الأخطار حتى إنني أطلقت عليه لخطورة ما يقوله «دكتور دووم Doctor Doom» ... والأخير عالم نابغة يظهر في روايات الخيال العلمي يحذر من فناء الكون!! وأرجو من صديقي الدكتور عشقي أن يتقبل طرفتي دون زعل. *** ولن أضيف جديداً هنا علي ما قاله الدكتور علي عشقي وزملاؤه المتخصصون في شؤون البيئة عن الأخطار البيئية المحيطة ببلادنا، فإذا كان ما قاله هؤلاء لا يكفي للتنبيه لتلك الأخطار، فإن حديثي لن يضيف جديداً!! ولن أسلم هنا بالطبع من تعليق قارئ قد يقول لي: «مادام ما تدري تتكلم ليه؟!» • نافذة صغيرة: [[ ان كنت تدري فتلك مصيبة .. وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم ]] nafezah@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (6) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :