فرقاك عيد ..!! | إبراهيم محمد باداود

  • 4/5/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

قبل حوالي عامين كتبت مقالاً بعنوان ( لاتنتظر الفرح باستقالتك ) تحدثت فيه عن وجود بعض الموظفين الذين يطيرون فرحاً باستقالة مدرائهم وينتظرون بفارغ الصبر سماع ذلك الخبر السعيد بالنسبة اليه وهو استقالة مديره بل وللأسف فإن بعضهم يتمنى أحياناً ماهو أكثر من الإستقالة لمديره ، وفي هذا إشارة واضحة إما أن المدير لم ينجح في كسب احترام وتقدير من يعمل معه من الزملاء أو أنه فشل في تحقيق أي إنجاز يشفع له أن يبقى في منصبه . بالأمس نشرت جريدة ( عكاظ ) احتفاء أحد موظفي إحدى الغرف التجارية بالمملكة باستقالة رئيسه ونشره صورة لكعكة كتب عليها ( فرقاك عيد ) في إشارة الى سعادته الغامرة بمغادرة رئيسه للعمل ، وقد بادرت تلك الغرفة بإصدار بيان أكدت فيه أن ذلك التصرف غير مقبول وأن ذلك الموظف أقام ذلك الحفل في مكتبه وبحضور عدد من زملائه ومن ثم قام بنشر الصور في مواقع التواصل الإجتماعية . بالطبع فإن مثل هذا التصرف غير مقبول على الإطلاق وهو خارج عن إطار العادات والتقاليد ويعد سلوكاً سيئاً للإدارة ومنسوبيها ولكن لماذا ندع الأمور داخل بعض الإدارات لتصل إلى هذا المستوى ؟ وكيف نسمح بأن تصبح العلاقة بين فريق العمل بمثل هذه الصورة ؟ وكيف فقدت الإدارة السيطرة على ضبط الأمور منذ بدايتها ولم تعمد إلى وضع الحلول المناسبة لها؟ وجود الخلافات في العمل أمر طبيعي ولكن ماهو غير طبيعي أن لايتم معالجتها فور وقوعها بل أن تعمد الإدارة إلى التقليل من شأنها بل وفي كثير من الأحيان تتجاهلها ، وقد يتم ذلك إما بسبب عدم كفاءة المدير فقدراته وإمكاناته أقل بكثير من المنصب الذي يشغله فهو غير قادر على وضع الحلول ، معتقداً أن المنصب هو للوجاهة فقط ولايتطلب منه أكثر من الحضور الرمزي دون أي إلتزامات ، وبعض المدراء يغريه بريق المنصب وتأسره الأضواء خصوصاً إن كان للمنصب مكانة إعلامية فهو على الرغم من إخفاقه لايستطيع ترك منصبه على الرغم من أخطائه . قد يكون مثل هذا التصرف السيىء تصرفاً فردياً وغير لائق ولكن بعض التصرفات الإدارية الظالمة والمتسلطة قد تنتج مثل هذه السلوكيات السيئة ، ولذلك فيجب على الجهات الإدارية المختلفة أن تبادر إلى إحتواء الخلافات بين فريق العمل ووضع الحلول وتقريب وجهات النظر وتقوية أواصر المحبة والألفة بين الأفراد فحتى إن إستقال أحدهم فيكتب على الكعكة ( فرقاك مؤلمة ) ولايكتب عليها ( فرقاك عيد ) فما أجمل أن تغادر مكاناً والكل يتمنى أن تبقى فيه . Ibrahim.badawood@gmail.com

مشاركة :