نشرت صحيفة المدينة يوم السبت الماضي تقريراً عن ما أطلق عليه إسم ( فيروس كورونا ) ، وقد أشار التقرير إلى أنه قد مضى حتى الآن عامان ونصف العام منذ أن عرفت المملكة هذا الفيروس وقد أصيب به قرابة ألف شخص توفي منهم حوالي 400 شخص في حين تناوب على مكافحة هذا المرض إلى الآن 4 وزراء صحة ولايزال هذا الفيروس يزداد ضراوة وإصراراً على البقاء والانتشار وحصد الأرواح . أصبح هذا الفيروس الذي يحصد الأرواح والذي زاد نشاطه خلال الفترة الأخيرة هو الشغل الشاغل لأي مسؤول يأتي للوزارة ، وأصبح هناك مركز سيطرة وتحكم كما إن هناك مركز معلومات يُصدر باستمرار الإحصائيات المتعلقة بهذا الفيروس وعدد من أصيب به وعدد من توفي به ، كما أن المسؤولين في وزارة الصحة أكدوا أن جميع المستشفيات الحكومية والخاصة أصبحت جاهزة لاستقبال الحالات وتقديم ما يمكن لمواجهة الفيروس وحماية مصابيه . في المقابل هناك فيروس آخر ينتشر منذ عشرات السنين في مجتمعنا وبين أبنائنا وبناتنا ونسمع باستمرار عن جهود الجهات المختصة في القبض على كميات هائلة من المخدرات كانت في طريقها للدخول للمملكة ، فقد وصل إجمالي ما تم القبض عليه من حبوب مخدرة في عام واحد فقط حوالي 100 مليون حبة إضافة إلى أنواع أخرى مختلفة من المخدرات والتي يتم ضبطها في منافذ المملكة وفي بعض الأحيان يدفع رجال الحرس والجمارك أرواحهم فداء لهذا الأمر . نعم هناك فرق بين الكورونا والمخدرات لكن هناك تشابه أيضاً فجميعهم يحصد الأرواح وينال من أفراد المجتمع ، وعلى الرغم من الجهود المشكورة والتي تقوم بها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والتطور الكبير الذي شهدته برامجها خلال الفترة الأخيرة إلا أنها تحتاج إلى دعم ومساندة خصوصاً في جانب توفير العلاج للمدمن والذي يبقى اليوم محدوداً للغاية وتبقى سعة المستشفيات القائمة لاتغطي إلا نسبة ضئيلة جداً من أعداد المحتاجين للعلاج . لو تم بذل نفس الجهود الذي تبذل اليوم لمكافحة كورونا لمكافحة المخدرات ومعالجة المدمنين عليها لوجدنا حال شبابنا أفضل مما نحن عليه اليوم . Ibrahim.badawood@gmail.com