حسين مروة..ضوء الثقافة يقهر الظلام

  • 4/7/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أول ما يتبادر للذهن، عندما يُذكر اسم حسين مروة، كتابه الفلسفي والمعرفي الموسوعي، الذي يحمل عنوان النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية، واغتياله من قبل مجهولين ومعلومين، أيدٍ ظلامية لعلها لم تقرأ يوماً ما أنتجه الباحث الدكتور حسين مروة. مؤلفات دراسات نقدية في ضوء المنهج الواقعي، تراثنا كيف نعرفه، دراسات في الفكر والأدب، الثورة العراقية، النزعات المادية في الفلسفة العربية والإسلاميّة، ولدت شيخاً وأموت طفلاً. مجلد النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية رأى النور للمرة الأولى عام 1978، بعد عمل وجهد بحثي ومعرفي عميق، استمر لمدة عقد من الزمان، وصاحبه مروة ما عاد ليرى النور بعد أقل من عقد من نشر هذا المجلد، فقد طالته أيدٍ ظلامية غادرة ببضع رصاصات في 17 فبراير 1987، لعله كان متجهاً إلى بيته، ليكمل مشروعه الفكري الموسوعي في الجزء الأخير من النزعات المادية، حيث كانت ابنته تكتب ما يمليه عليها، فقد أنهكه المرض والتعب، وضعف بصره، فكانت تقوم بمهمة الطباعة والكتابة. كان أستاذ الفلسفة الدكتور حسين مروة على يقين بأنه لا يقوم إلا بمهمة نبيلة، تؤكد أهمية الحوار والجدل والمعرفة، والمساهمة الفكرية التي لابدّ لها أن تكون حاضرة بقوة وثقة في المشهد المعرفي والفكري العربي والإسلامي خصوصاً، والعالمي عموماً، لكن لم يخطر بباله أن يكون عرضة للاغتيال وهدفاً للظلاميين، وإن خطر بباله لم يشكل له ذلك حالة خوف أو قلق، بل المزيد من التحدي والإصرار للمضي قدماً في مشروعه المعرفي. قال ذات يوم: إنه فتح باباً مهماً، يتمنى ألّا يجد من يغلقه، وليبقى الباب مشرعاً لكل مجتهد، وكان في محاضراته في بيروت وفي عدن، يؤكد أهمية الحوار والمعرفة، وسبر أغوار التاريخ والتراث والنهل منه، فقد درّس مادة (فلسفة الفكر العربي) في الجامعة اللبنانية، وفي جامعة عدن في ثمانينات القرن الماضي، وكان آخر يوم له هناك هو 13 من يناير 1986. اعتبر يوم استشهاد مروة في السابع عشر من فبراير، يوم المثقف العربي، تعبيراً عن التضامن مع مروة، وتقديراً لمكانته وجهده الذي قدمه طوال حياته، ولد على الأرجح عام 1908، واغتيل عام 1987. كان دوماً يقول نظموا عملية التثقيف أكثر، حتى تتزايد شعلة الضياء تأججاً، وسط الظلام الذي يريد أن يطغى.

مشاركة :