عام / خطبة صلاة الجمعة من جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض

  • 4/8/2016
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

الجمعة 01 رجب 1437 هـ الموافق 08 ابريل 2016 م واس أوضح عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن الرضا عمل قلبي يتضمن الانقياد والقبول وهو قاعدة من قواعد الإيمان وشرط لصحة الإسلام، قال تعالى (( فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا))، حيث أقسم الله سبحانه وتعالى على أنهم لا يؤمنوا حتى يحكموا الله ورسوله ولا يجدوا ذلك في أنفسهم ويسلموا له تسليما، فقد أسند سبحانه وتعالى الحرج في النفوس ولم يسنده في القلوب وذلك لحكمة دقيقة وهو أن النفس مكمن للشبهات والشهوات والاعتراض والاحتجاج، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم في الحديث " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً". وقال صلى الله عليه وسلم "من قال حين يسمع المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا غفر له ذنبه "، وهذان حديثان كما يقول الإمام ابن القيم عليهما مدار مقامات الدين وعندهما تنتهي، فقد تضمنا الرضا بالله في ألوهيته وربوبيته والرضا بدينه وبمحمد صلى الله عليه وسلم، ولذلك يقول القرطبي رحمه الله : قوله صلى الله عليه وسلم : "ذاق طعم الإيمان" .. أي ذاق حلاوته وهو كقوله صلى الله عليه وسلم في حديث أنس رضي الله عنه "ثلاث من كنَّ فيه وجد بهنَّ حلاوة الإيمان". وأشار في خطبة الجمعة بجامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض، إلى أن ما يجده المؤمن من انشراح في الصدر ونور في القلب بمعرفته بألوهية الله وربوبيته ودينه ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فيحب أهل الإيمان ويبغض الكافرين ، مؤكدا أن المؤمنين متفاوتين بحسب مجاهدتهم للنفس والمنح الإلهية ، فمن اجتمعت فيه هذه الأمور فهو من الصديقين وهي سهلة في الادعاء والنطق ولكنها صعبة في الحقيقة والامتحان ، فالرضا بإلوهية الله الجد في دعاءه والإنابة إليه والخوف منه و أما ربوبيته فان ترضى بتدبيره على خلقه ، و أما الرضا بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم فبطاعته وإتباع هديه ، وأما الرضا بالشرع في الأقوال والأفعال وإتباع الأوامر وتجنب النواهي . وقال الشيخ الدكتور آل الشيخ " إن الرضا منه العام والخاص، فالرضا العام هو أن ترضى بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً، وهذا لا يخلو منه مؤمن بل هو شرط لصحة الإسلام، وأما الخاص فهو ما يعنيه أرباب القلوب وأصحاب السلوك ويتحقق ذلك في من ليس في قلبه أحد إلا الله"، موضحًا أن المحققين من أهل العلم قالوا (إن الرضا أعلى درجات التوكل، فمن كانت قدمه راسخة في التوكل كان راضياً)، ولذلك كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري : (أما بعد.. فان الخير كله في الرضا). وأفاد أن من رضي بالله وجد حلاوة في طاعته ولذة في البعد عن معصيته، ولا يجد مشقة في أداء فرائضه والمحافظة على نوافله والتطوع والدعاء، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يجد لذته وراحته في الصلاة فقد كان يقول "جُعِلَتْ قرة عيني في الصلاة"، ويقول صلى الله عليه وسلم "أرحنا يا بلال بالصلاة"، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ولا يجد في نفسه شيء مما يجد من لذة في مناجاة مولاه، ولأهمية الرضا ربطه النبي صلى الله عليه وسلم بالأذان خمس مرات في اليوم، فقال "من سمع المؤذن حين يؤذن فقال رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً غفر الله له ذنبه"، وكذلك في دعاء المساء والصباح، قال صلى الله عليه وسلم "من قال إذا أمسى وإذا أصبح رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً كان لله حق أن يرضيه يوم القيامة". وتابع يقول "إن الرضا هو مستراح العارفين وحياة المحبين وهو نعيم المشتاقين وضده الاعتراض والكراهية لبعض الشرع أو كله، فمن الناس من يحكم عقله وهواه ومن الناس من يحكم الذوق وتلاعب الشيطان به و من الناس من يحكم مصالحه فيحل ما حرم الله ويحرم ما أحل الله، وإن السبب في ذلك هو إتباع الهوى ولذلك أكثر الله في كتابه من ذم للهوى، فقال سبحانه (( ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ))، مبينا أن الالتزام بشريعة الإسلام والتمسك بها قضية عقدية ومسألة إيمانية قبل أن تكون مسائل عملية وفروع فقهية، وأن السبب في ذلك هو بعد الناس عن مذهب أهل السنة والجماعة في العقيدة والسلوك والأخلاق. // يتبع // 17:53 ت م spa.gov.sa/1487210

مشاركة :