أقصد الحاسوب، الكمبيوتر، أو تَبنّي الإدارة الإلكترونية لتنظيم أمور الناس، وإبعاد بعض الشقاء عنهم في مراجعاتهم اليومية وربما كل شؤونهم في الحياة. يقولون إنه صدّ رياح الواسطة، وبقوّة، لا بل وعُنفٍ مشاهد. في حجز السفر بالجو، في إصدار الرخص، في الإقامة (أبشر) وفي أمور أخرى قد لا استطيع الإحاطة بها، من كثرتها وتشعّبها. فالحمد لله الأمور تسير من سيء إلى حَسن، ومن حسن إلى أحسن، وهذا ما نرجوه أولا من الله تعالى ثم من تزايد همة المخلصين من مُحبّي الوطن وترابه وأهله، ثم – بعد ذلك – من قدرة الجهاز العجيب الذي لايعرف "زيد وِعْبيد". أقول إنهُ – أي الحاسوب – ازدرى الواسطة، فهو لم يُخلق لها. فقد ذهب المَتطفلون إلى محاريب صُناع الكمبيوتر على أمل أن يجدوا مدخلا للواسطة وحاولوا إقناع أكثر من "نائب رئيس" ومدير فني ومُموّل، على وجوب صنع "فرجة" قصدي فتحة ولو صغيرة تدخل الواسطة من خلالها، لكنهم فشلوا، وأمرت الإدارة رجال الحراسة والأمن بألا يسمحوا لأولئك المتطفلين (عاشقي الواسطة) بالدخول إلى الإدارات، أو حتى الحديث مع أهل التخطيط الفني في المصنع، لأنهم يريدون أن تبقى حواسيبهم على نزاهتها. عاد أولئك المتطفلون إلى بلدانهم يُرافقهم الكثير من الإحباط. لكنهم – مع إصرارهم – وجدوا الحيلة. نعم وجدوها في "الهاكرز" فهم يمتلكون الخبرة على اختراق حتى كمبيوتر البنتاغون (عملوا ذلك مرارا). تلك المَلَكات الخارقة لا يجب أن تبقى دون عمل. فعرض المتطفلون عليهم (على الهاكرز) وظائف (خبير حاسوب)، وهي وظائف قانونية لا تصل إليه الشكوك. هؤلاء الموظفون الجدد يستطيعون حجز وإلغاء حجز وتيسير عمليات تلبية الرغبات في النقل، وحجب المعوقات إلى آخر "الملعوب". لكن لم يبق إلا همة المسؤولين. فالبركة فيهم إن شاءالله في تأصيل النزاهة ليأخذ كل ذي حق حقّه.. قبل أن نصل إلى جعل وظيفة "الهاكرز" وظيفة رسمية في سلّم الخدمة المدنية، يُعلنون عنها في الصحف. لمراسلة الكاتب: aalthekair@alriyadh.net
مشاركة :