الكالسيوم أحد المعادن المهمة للجسم حيث يذهب 99% منه إلى العظام والأسنان لدعم بنيتها والقيام بوظائفها، أما ما تبقى منه (1%) فهو يساعد في الوظائف الأخرى المتعلقة بعمليات الأيض، ويتدخل في الإشارات الخلوية داخل الخلية، وتجلط الدم، وانقباض العضلات، ووظائف الأعصاب، وتنظيم ضربات القلب، وإفراز الهرمونات. توصلت دراسات سابقة إلى أن تناول المسنين الكالسيوم بمعدلات عالية يقي من أمراض القلب كما أنه يقلل من التعرض للكسور ولكن خرجت دراسة حديثة من مستشفى الجامعة الوطني في سيئول بكوريا الجنوبية تفيد بأن الكالسيوم لا يغير شيئاً من حالة العظام لدى المسنين بالرغم من أن المتطوعين الذين خضعوا للدراسات السابقة كانوا من الشعوب التي تعتمد نظاماً غذائياً غنياً بالكالسيوم. قامت الدراسة الحديثة بالبحث في تأثير الكالـــــسيوم في الوقــــــاية من كل من التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية، والكسور لدى شعوب تعتمد نــــظاماً غذائــــــياً قليل الكــــــالسيوم، وأجريت الدراسة على 2199 رجل و2704 امرأة في عمر 50 عاماً فما فوق، لم يتعرضوا لأمراض القلب والأوعية الدموية أو السكتة الدمـــاغية، وتمت متابعتهم على مدى 13 عاماً، حيث كان يتم تقييم الكالسيوم بنظامهم الغذائي كل عامين مع تقييم حالتهم الصحية من ناحية الأمراض السابقة بالإضافة إلى الكسور، وعند المقارنة بين من يتناولون كميات كافية من الكالسيوم ومن يفتقر نظامهم الغذائي إلى ذلك المعدن، وجد أن من كان نظامهم الغذائي غنياً بالـــــكالسيوم كانوا أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولكن لم يحدث تراجع لديهم باحتمالية الإصابة بالكسور أو السكتة الدماغية، وبقيت النتائج نفسها حتى مع الأخذ في الحسبان العوامل التي تزيـد فرصة الإصابة بأمراض القلب والتعرض للكسور كتقدم العمر وزيادة مؤشر كتلة الجسم، ومعدل تناول الخضراوات والفواكه. تتعدد مصادر الكالسيوم فهو يتواجد بصورة طبيعية ببعض الأطعمة مثل الحليب ومنتجاته، والخضراوات الورقية مثل البروكولي والكرنب، كما يوجد ببعض الأطعمة الأخرى كالسالمون والسردين المعلب مع العظام، واللوز، وبذور زهرة الشمس؛ ويتوفر في شكل مكمل غذائي، وما يوصى به 1000ملجم يومياً للرجال في عمر 51-70 تزداد إلى 1200 لمن هم فوق 71، وللنساء 1200 ملجم يومياً لمن هن في عمر 51 عاما فأكثر.
مشاركة :