عقيل الحلالي (صنعاء) شهد اليمن تظاهرات واشتباكات متقطعة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية ومليشيات الحوثي وصالح الانقلابية في مناطق متفرقة في البلاد أمس الأحد عشية انطلاق محادثات السلام في الكويت برعاية الأمم المتحدة بعد أسبوع على دخول هدنة هشة حيز التنفيذ. وفيما يترقب اليمنيون بقلق بالغ نتائج الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة بين الأطراف المتحاربة التي تنطلق اليوم الاثنين في الكويت، ساد الهدوء الحذر أمس الأحد معظم جبهات القتال الرئيسية في البلاد الغارقة في الصراع منذ مارس العام الماضي. وتظاهر مئات اليمنيين صباح الأحد في تعز للتنديد بما تتعرض له المدينة في جنوب غرب البلاد من «إبادة جماعية» من قبل المتمردين الحوثيين وقوات صالح منذ أكثر من عام. وانتقد المتظاهرون الذين رفعوا أعلاما وطنية ولافتات معبرة ما أسموه بـ«صمت» حكومة الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي على جرائم المليشيات تجاه المدنيين في تعز المنكوبة بسبب الحرب والحصار المستمر منذ سبتمبر. وعبر محتجون عن سخطهم إزاء انطلاق محادثات السلام فيما لا تزال تعز ترزح تحت القصف والحصار على الرغم من إعلان طرفي الصراع، السبت، اتفاقا لتثبيت وقف إطلاق النار والسماح بوصول الإمدادات الغذائية والطبية إلى المدينة الأكبر في البلاد من حيث الكثافة السكانية. ورفع أحد المشاركين في التظاهرة لافتة كتب عليها «الهدنة لم تبدأ في تعز لتبدأ مشاوراتكم»، فيما شوهد في المسيرة طفلا يرفع صورة لآثار الدمار الذي خلفته الحرب في تعز ومكتوب عليها باللغتين العربية والإنجليزية «تعز عام من القصف والقتل والتدمير». وطالب المتظاهرون الجانب الحكومي المشارك في محادثات السلام اليمنية بعدم تجاهل معاناة تعز وسكانها، مؤكدين رفضهم لأي اتفاق لا يضمن للمدينة حريتها الكاملة ولا يعالج الآثار الناجمة عن النزاع الدامي الذي تسبب بمقتل وجرح آلاف المدنيين وخلف دمارا هائلا في البنى التحتية. ورصدت المقاومة الشعبية الموالية للحكومة الشرعية أكثر من 30 خرقا ارتكبتها مليشيات الحوثي وصالح لاتفاق تثبيت وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ مساء السبت، فيما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) أن المليشيات الانقلابية واصلت «قصفها للأحياء السكنية» في المدينة. ونقلت عن مصدر محلي أن «انفجارات عنيفة سُمعت مساء السبت في أكثر من جبهة، فيما المنفذ الشرقي المؤدي إلى صنعاء والغربي المؤدي إلى الحديدة، مغلقان أمام المارة ويفرض الحوثيون الحصار عليهما». وقتل مدني مساء الأحد برصاص قناصة المتمردين قرب شارع الثلاثين غرب مدينة تعز، بحسب مصادر إعلامية ومحلية. وقال العقيد منصور الحساني، الناطق باسم المجلس العسكري الذي يقود المقاومة في تعز، لـ«الاتحاد» :«هناك هدوء حذر في أغلب جبهات القتال في تعز على الرغم من تسجيل خروقات بسيطة في أكثر من منطقة»، مشيرا الى ان المعارك توقفت في جبهات القتال الرئيسية بالمحافظة، وذكر منها وادي الضباب، حيفان، الوازعية، وذوباب. وأضاف: «يتم التعامل فورا من لجنة المراقبة حيال أي خرق يحدث هنا أو هناك»، لافتا الى أن ميليشيات الحوثي وصالح وعدت بفتح المعابر الرئيسية في مدينة تعز (خدران، الستين، القصر) في غضون 48 ساعة. ... المزيد
مشاركة :