معسكر الموت يحول حياة الفلسطينيين إلى جحيم

  • 7/1/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«لا طعام ولا شراب، وتعذيب لا يتوقف».. هكذا وصف مدير مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة الدكتور محمد أبوسلمية الأوضاع في سجون الاحتلال، بعدما أطلق سراحه مع 50 آخرين. فتحت كلمات أبوسلمية ملف الأسرى من المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون كل يوم للضرب والركل والإهانة والصعق الكهربائي في معسكر الموت المسمى «سدية تيمان» الذي يستقبل المعتقلين منذ 7 أكتوبر، ويحول حياتهم إلى جحيم. أفرجت القوات الإسرائيلية عن 50 معتقلا من قطاع غزة بينهم أبوسلمية الذي تم اعتقاله بعد إجلائه قسرا من مجمع الشفاء الطبي في 23 نوفمبر 2023، لكنهم تركوا خلفهم آلاف المعتقلين الذين لا يرون النور، ولا يتذوقون طعم الشراب والطعام إلا نادرا. وضع مأساوي نقل المركز الفلسطيني للإعلام عن أبوسلمية قوله، في أول تصريحات له بعد الإفراج عنه أمس «وضع السجون مأساوي وصعب جدا، ويجب أن يكون هناك كلمة حاسمة للمقاومة والشعوب العربية من أجل حرية الأسرى». وأشار إلى أن الأسرى يمرون بظروف صعبة جدا من نقص في الأكل والشراب والتعرض للإهانة، لم يمروا بها منذ بداية الاحتلال عام 48». وأضاف أيو سلمية «الأسرى أمانة في أعناق الجميع ويجب تبييض السجون في أسرع وقت»، لافتا إلى أن الاحتلال يستهدف الجميع ويعتقل الجميع دون استثناء، وهناك من الكوادر الطبية من استشهدوا تحت التعذيب داخل السجون». وشدد على أن الاحتلال أثبت مدى إجرامه باستهداف الكوادر الطبية والصحفية والنساء والرجال، ودمر كل شيء في قطاع غزة». واستدرك «لكن بإذن الله سنبني قطاع غزة من الصفر، وسنعيد مجمع الشفاء الطبي الذي اعتقلنا منه كما كان وأفضل». معسكر العذاب فتحت كلمات أبوسلمية ملفات التعذيب اللاإنساني الذي تشهده السجون الإسرائيلية وبالتحديد قاعدة «سدية تيمان» التي تحولت من ثكنة غامضة إلى موقع استجواب موقت وبؤرة رئيسية للاتهامات بأن الجيش الإسرائيلي أساء معاملة الفلسطينيين الذين اعتقلهم من قطاع غزة، منذ اندلاع الحرب في أكتوبر الماضي. وفي معسكر سدية تيمان يرى المعتقلون كل صنوف التعذيب، فلا الليل ليل ولا النهار نهار.. الأعين معصوبة والنوم بالإذن، وفق صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، التي زارت المكان، وأجرت تحقيقا استمر 3 أشهر، التقت خلاله معتقلين سابقين، وضباطا عسكريين إسرائيليين، وأطباء وجنودا خدموا به. معصوبو الأعين تقول الصحيفة إن المعسكر امتلأ منذ اندلاع الحرب بالمعتقلين، رجال يجلسون في صفوف مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين، غير قادرين على رؤية الجنود الإسرائيليين الذين كانوا يراقبونهم من الجانب الآخر من السياج الشبكي، وممنوعين من الوقوف أو النوم إلا عندما يسمح لهم». عزل المحتجزون بقاعدة سدية تيمان عن العالم الخارجي، ومنعوا لأسابيع من التواصل مع المحامين أو عائلاتهم، وقال الجيش الإسرائيلي إن معظم سكان غزة الذين تم اعتقالهم منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر تم إحضارهم إلى الموقع للاستجواب الأولي. وسمح الجيش، الذي لم يسمح من قبل بالوصول إلى وسائل الإعلام، لصحيفة «نيويورك تايمز» بالاطلاع لفترة وجيزة على جزء من مركز الاحتجاز، وكذلك إجراء مقابلات مع قادته ومسؤولين آخرين، بشرط الحفاظ على عدم الكشف عن هوياتهم. احتجاز المدنيين كشفت البيانات المتعلقة بالمعتقلين المفرج عنهم التي قدمها الجيش، أن 1200 مدني فلسطيني محتجزون في «سدية تيمان» في ظروف مهينة دون القدرة على المرافعة في قضاياهم أمام القاضي لمدة تصل إلى 75 يوما. ويمنع المعتقلون أيضا من الاتصال بمحامين لمدة تصل إلى 90 يوما، ويتم حجب مكان وجودهم عن جماعات حقوق الإنسان وكذلك عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وهو ما يقول بعض الخبراء القانونيين إنه انتهاك للقانون الدولي. وبحلول أواخر مايو الماضي، قضى نحو 4000 معتقل من غزة ما يصل إلى 3 أشهر في طي النسيان في القاعدة الإسرائيلية، بمن في ذلك عشرات الأشخاص الذين تم أسرهم، وفقا لقادة الموقع الذين تحدثوا إلى الصحيفة الأمريكية. ملاحقة قضائية بعد الاستجواب تم إرسال حوالي 70% من المعتقلين إلى سجون مخصصة لهذا الغرض لمزيد من التحقيق والملاحقة القضائية، أما الباقون، أي ما لا يقل عن 1200 شخص، فقد تبين أنهم مدنيون وعادوا إلى غزة دون تهمة أو اعتذار أو تعويض. ومن بين الأسرى الذين تحدثوا للصحيفة، كان محمد الكردي (38 عاما) وهو سائق سيارة إسعاف، تم اعتقاله لمدة 32 يوما، لكنه يراها كأنها (32 عاما)، يقول «لم يعرف زملائي في المعتقل ما إذا كنت حيا أم ميتا». وأضاف «لقد سجنت لمدة 32 يوما، بعد اعتقالي في نوفمبر بعد أن حاولت قافلة سيارات الإسعاف التي كنت أقودها المرور عبر نقطة تفتيش عسكرية إسرائيلية جنوب مدينة غزة»، وأضاف «لقد شعرت وكأن تلك الأيام 32 عاما». ضرب وركل قال 8 معتقلين سابقين، أكد الجيش أنهم جميعا محتجزون في الموقع وتحدثوا بشكل رسمي، إنهم تعرضوا للضرب والركل والضرب بالهراوات وأعقاب البنادق وجهاز كشف المعادن المحمول أثناء احتجازهم. وروى أحدهم أن ضلوعه كسرت بعد أن تم الجلوس على صدره، وأسير آخر كسرت أيضا ضلوعه بعد أن تم ركله وضربه ببندقية، وهو اعتداء قال محتجز ثالث إنه شهده، فيما أبلغ 7 آخرون أنهم أجبروا على ارتداء الحفاضات فقط أثناء استجوابهم، و3 قالوا إنهم تعرضوا للصعق بالكهرباء أثناء استجوابهم. وعلى الطرف الآخر كشف جندي إسرائيلي خدم في الموقع أن زملاءه الجنود كانوا يتفاخرون بانتظام بضرب المعتقلين، وقال الجندي الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن أحد المعتقلين نقل للعلاج في المستشفى الميداني الموقت بالموقع بسبب كسر في عظامه أثناء احتجازه، بينما أخرج آخر لفترة وجيزة بعيدا عن الأنظار وعاد مصابا بنزيف حول قفصه الصدري. استخدام القوة من بين 4000 معتقل تم احتجازهم في القاعدة منذ أكتوبر، توفي 35 في الموقع أو بعد نقلهم إلى مستشفيات مدنية قريبة، وفقا لضباط في المعتقل، تحدثوا إلى الصحيفة الأمريكية. وخلال زيارة «نيويورك تايمز» قال كبار الأطباء العسكريين إنه تم فصل ما لا يقل عن 12 جنديا من أدوارهم في الموقع، بعضهم بسبب الاستخدام المفرط للقوة. وفي الأسابيع الأخيرة اجتذبت القاعدة اهتماما متزايدا من وسائل الإعلام، بما في ذلك تحقيق لشبكة CNN الأمريكية استشهد به البيت الأبيض لاحقا، وكذلك من المحكمة العليا الإسرائيلية، التي بدأت في الاستماع إلى التماس من جماعات حقوق الإنسان لإغلاق الموقع. ضحايا غزة حتى أمس: 37,900 شهيد 87,060 جريحا 14,330 مفقودا 269 يوما من القصف 23 شهيدا آخر 24 ساعة 91 جريحا آخر 24 ساعة

مشاركة :