أصدر مشروع كلمة للترجمة كتاب قصة 7 عناصر للكاتب إريك شيري ونقله للعربية ترجمة عمر سعيد الأيوبي، يروي كتاب قصة 7 عناصر كيف اكتّشفت العناصر السبعة الأخيرة الواقعة بين الهيدروجين واليورانيوم، وهي التكنيتيوم، والبروميثيوم، والهفنيوم، والرينيوم، والأستاتين، والفرانسيوم، والبروتكتينيوم. وقد بذل الكيميائيون جهوداً مضنية استغرقت عقوداً من الزمن لعزل كل منها، ويرجع ذلك إلى ندرتها، أو قصر نطاق عمرها، أو ميلها للانجذاب إلى عناصر مماثلة لها، يصف شيري كل هذه التجارب المخبرية والمحاولات المضنية باقتدار، لكن يوجد في صُلب قصّته فوضى الجانب الإنساني للعلم، وكيف أثر ذلك في الجدول الدوري الذي نقره جميعاً. تشابكت الأنا، والوطنية، وفي بعض الأحيان الحظ العاثر لتؤثر فيمن يُنسب إليهم فضل اكتشاف العناصر. وتبين أحياناً أن من بين أوائل المدعين بالاكتشاف هناك من كان على خطأ وفي أحيان أخرى، أعاد منظور نصف قرن من الزمن إلى حد ما أحقية أحد الادعاءات على ادّعاء آخر. ومع أن الجدول الدوري يظهر معلقاً في قاعات المحاضرات بشكل لا يقبل الجدل، فإن قصص هذه العناصر السبعة تظهر مقدار الميوعة التي يمكن أن يتسم بها في بعض الأحيان. يُعتقد عادة أن مندلييف أول من جاء بالجدول الدوري، لكن شيري يظهر كيف يمكن أن يبين التاريخ أو يوضح ماذا حدث بالفعل. فباستطاعة علماء مثل إميل شانكورتوا، ووليام أُدلنغ، وجوليوس لوثر ماير الادّعاء بأنهم ابتكروا النظام الدوري في أواسط القرن التاسع عشر، رغم أن بعضهم كان أوضح من بعض. ومع ذلك فإن شيري يبين أن شهرة مندلييف تستند إلى الظروف بقدر ما تستند إلى صلاحية جدوله وتوقعاته بشأن العناصر غير المكتشفة. بعد هذا التاريخ المكثّف للجدول الدوري، يولي شيري اهتمامه لهذه العناصر الرمزية السبعة، ويخصص لكل منها فصلاً بترتيب اكتشافها. وعلى نحو الربع الأول من الكتاب، تقسم هذه الفصول إلى أقسام فرعية تتعامل مع فرد معين أو حادثة ما. ويوضح شيري كل التعقيدات المصاحبة لاكتشاف كل عنصر، مع أن هذه الإيضاحات تجعل الرواية تبدو مفككة بعض الشيء، وهو أمر كان في وسع شيري أن يتلافاه لو خصص المزيد من الحيز لرواية قصته، لكنه آثر الإيجاز غير المخل والإطناب غير الممل.
مشاركة :