تذكير ونداء للاهتمام بالحذاء! | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 4/29/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

الحِذَاء أو النِّعَال في حيَاتِنَا؛ يَحتلُّ المسَاحةَ الكُبرَى، ومَن يَقول غَير ذَلك، بَاءَ ورَجع ببُهتَانٍ كَبير..! ومُنذ الطّفولَة، كَانت لِي عَلَاقة حَميمَة بحِذَائي، وتَذكُر وَالدتي -غَفَر الله لَهَا، وألبَسهَا ثِيَاب العَافية- أنَّها كَانت إذَا اشتَرَت لِي حِذاءً؛ كُنتُ -مِن حِرصي عَليه- أَلبسه في المَنزل فَقَط، وإذَا خَرجتُ إلَى الشَّارع خَلعتُه، ووَضعتُه في كيس، وحَملتُه بيَدي حَتَّى لَا يَتَّسخ..! لَا أَتعجَّب مِن مَكَانة الحِذَاء، الذي قَد يَكون أَحَد الأسبَاب التي تَجذب المَرأة للرَّجُل، فقَد قَرأتُ -مُؤخَّراً- حِوَاراً لامرَأة تَقول فِيهِ: (إنَّ مَا يُجذبني للرَّجُل نَظَافة أسنَانه، ولَون حِذَائه)..! أكثَر مِن ذَلك، لقَد تَوغَّل الأَديب «نبيل أبوزرقتين»، حِين هُوجم بسَبَب اهتِمَامه بحِذَائهِ، فصَرَخ قَائلاً: (ومَا بِهِ الحِذَاء؟ إنَّه حَالة رَاقية جِدًّا.. أَلَم يَسبق لَكَ أَنْ شَاهدتَ رَجُلاً مُحترماً، وهو يُبدي اهتمَاماً كَبيراً بحِذَائهِ؟ أَلَم يَسبِق لَكَ أَنْ رَأيتَ امرَأة رِيفيّة تَمشي حَافية، حَامِلَة حِذَاءَها تَحت إبطهَا؟ لِمَاذا لَا نُغيِّر ذَاكرتنا تِجَاه الحِذَاء؟)..! وقَد صَعِدَ نِجم الحِذَاء، وكُتِبَتْ فِيهِ المَقَالات قَبل سَنوَات، حِين جَاء شَقيٌ مِن أَشقيَاء العِرَاق، ورَمَاه فِي وَجه السيّد الرَّئيس «جورج بوش» الابن..! ومِن طَريف مَا يُروَى، أنَّ الحِذَاء قَد يَكون أَفضَل مِن وَجه صَاحبه، وفي ذَلك يَقول الشَّاعِر: قَوْمٌ إِذَا ضُرِبَ الحِذَاءُ بِرَأْسِهِمْ صَرَخَ الحِذَاءُ بِأَيِّ ذَنْبٍ أُضْربُ؟ حَسنًا.. ماذا بَقي؟! بَقي أَنْ نَقول: يَا قَوم لَا تَنتَقصوا مِن مِقدَار الحِذَاء، واعلَمُوا أنَّنا أُمرنَا بأنْ نُصلِّي بنعَالنا، ومَع ذَلك لَم نَمتَثل لهَذا الأَمْر، بَل إنَّ الصَّلَاةَ بالنِّعَال -أحيَاناً- تَكون مَندوبَة، لإظهَار جَواز ذَلك، ولمُخَالفة اليَهود، فقَد جَاء في سُنن «أبي داود»؛ عَن «شدّاد بن أوس» قَال: قَال رَسول الله -صلَّى الله عَليه وسَلَّم-: (خَالفوا اليَهود فإنَّهم لَا يُصلّون في نعَالهم ولَا خفَافهم).. وهَذا إنَّما يَكون بَعد النَّظر في النَّعلين، فإنْ وُجِدَ بِهمَا أَذَى مَسحَه بالأَرض، ثُمَّ صَلَّى بِهما، لقَولهِ -صلَّى الله عَليه وسلَّم-: (إذَا جَاء أَحدُكم إلَى المَسجد، فليَنظر في نَعليه، فإنْ رَأَى بِهما قذراً أو أَذَى، فليَمسَحه بالأَرض، وليُصلِّ فِيهما)، رَوَاه «أبوداود».. لِذَلك كُلّه، أَرجُوكم لَا أَحد يُسمعني -بَعد اليَوم- عِبَارة «أَعزَّكُم الله»، حِين تَأتي سِيرة الحِذَاء..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :