في هَذا الزَّمان؛ الذي تَقَارَبَت فِيهِ النَّاس؛ حتَّى أصبَح الفَلاسفة يُقنعوننَا بأنَّ العَالَم أصبَح قَرية، والنَّاس تَتجَاوَر، وبَدَأ الكُتّابُ الكَونيون مِن أمثَال الصَّديق الكَبير "علي حرب"، يُوصوننَا خَيرًا بِمَا يُسمّى "الجَار الكَوني"، ويَعني بذَلك أنَّ العَالَم صَار مُتجاورًا، ومُتدَاخلاً، ومُتشَابكًا..!. وقَبل أنْ نَتكلَّم عَن الجَار في الكُرَة الأرضيّة، دَعونا نَتكلَّم عَن الجَار؛ الذي يُجاورنا في المَنزل، ونُذكِّر بأهمّيته، وضَرورة التَّواصُل مَعه، ومِن الغَريب أنَّنا نَتوَاصَل في "تويتر" مَع أُنَاس لَا نَعرفهم، ونَنسَى التَّواصُل مَع صَاحِب الشقّة المُجَاورة لَنَا..!. يَقول "الحَسَن البصري" -مُوصيًا ومُذكِّرًا بالجَار خَيرًا-: (لَيس حُسن الجوَار هو كَفّ الأذَى، ولَكن حُسن الجوَار هو الصَّبر عَلى الأذَى مِن الجَار).. يَا لَهَا مِن مَقولة، لأنَّ الإمَام "الحَسن" يُطالبنا بالصَّبر عَلى هَذا الجَار، فمَا بَالك إذَا كَان الجَار لَا يَصدر مِنه إلَّا الخَير..؟!. وقَبل أنْ نَتوه في الأمثلَة والمَقولات؛ دَعونا نُذكّر بحَديث النَّبي -صلّى الله عَليه وبَارك-، حَيثُ قَال: (مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجَارِ؛ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُُهُ)..!. إنَّ الجَار حَاجَة ضَروريّة، ولَكَ أنْ تَتخيَّل أنَّك خَارج المَنزل، ويُصاب أَحَد أفرَاد أُسرتك بمَكروه.. مَن لكَ غَير الجَار؛ الذي هو أقرَب إليكَ مِن الصَّديق والقَريب..؟!. ولقَد صَدَق الإنجليز في حِكمتهم حِين قَالوا: (يُمكننا أنْ نَعيش بدون أصدقَاء، ولَكن لا يُمكننا أن نَعيش بدون جيرَان)..!. أمَّا نَوعية الجَار، وكَيف تَعرفه.. فقَد ذَكَر الأستاذ "مصطفى حجازي" في كِتَابه: "أمثَال الهوسا العاميّة" حِكمة نَيجيريّة تَقول: (الجَار كالعَسَل، لَا يُعرف إلَّا عِندَ تَذوُّقه أو تَجريبه)..!. حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أن نَترحّم عَلى أهل الحِجَاز الذين قَالوا: (جَاور السَّعيد تسعد).. و(الجَار قَبل الدَّار).. لذَلك انتَقوا جيرَانكم بعِنَاية يَرحمكم الله..!!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (20) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain