حِيَلٌ للتمرير تُلطِّف التذكير | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 8/8/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

عِندَما تَطلُب مِن إنسَانٍ أَنْ يُسدي لَكَ صَنيعًا، فإنَّك تَجِد حَرجًا شَديدًا في الإلحَاح عَليه، أو تَذكيره بإنجَازه، لذَلك مِن الجَميل -عِند العُقلاء- أَنْ تَبتَكر طَريقة مُحبَّبة للتَّذكير، تُذكِّر ولا تُنفِّر، وحَتَّى تَتَّضح فِكرة هَذه الكِتَابة؛ دَعونا نَستَشهد بمِثَال، طَرحه أُستَاذي القَدير؛ البَاحِث الأَكَاديمي «راندي بوتش»، في كِتَابه «المُحَاضرة الأخيرَة»، حَيثُ يَقول: (عَملتُ كمُراجع أَكَاديمي، وذَلك كجُزء مِن مَسؤوليّاتي، ممَّا يَعني أنَّه كَان يَنبغي عَليَّ؛ أَن أَطلُب مِن أَسَاتذة آخرين، أَنْ يَقرؤوا كَثيرًا جِدًّا مِن الأورَاق البَحثيّة المَكتوبة، ويُراجعوها. قَد تَكون هَذه المُهمّة مُملَّة، وبَاعِثَة عَلى النَّوم، لِذَا وَاتتني فِكرَة بهَذا الشَّأن، وهي إرسَالي لحَبّة نَعنَاع مُرفقة بكُلِّ وَرقة، تَحتَاج إلَى مُرَاجعة، وكُنتُ أكتُب: «شُكرًا لمُوافقتك عَلى فِعل هَذا، إنَّ حَبّة النّعنَاع هي مُكافأتك، ولَكن لَا تَتنَاولها حَتَّى تُراجع الأورَاق»)..! ثُمَّ يُشير السيّد «بوتش» إلَى وَرقة النّعنَاع، قَائلًا: (كَان ذَلك يَرسم البَسمَة عَلى وجُوه الآخَرين، ولَم أَعُد في حَاجة مُطلقًا لأنَّ أتَّصل بِهم، وألحُّ عَليهم، فَقط كُنتُ أَرسِل إليهم صَندوق نعنَاع، فيَعلمون مَا الذي يَنبغي عَليهم فِعله. بالتَّأكيد تَعيّن عَليَّ أَنْ أُرسل لَهم رِسَالة بَريدية؛ كنَوعٍ مِن التَّذكير لَهم، ولَكن تِلك الرِّسَالة لَم أكتُب فِيهَا سوَى جُملَة وَاحِدَة: «هَل تَنَاولتَ النّعنَاع»؟)..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نَختم -كَما بَدأنَا- بحِكمة البَاحث «راندي» التي يَقول فِيهَا: (لقَد وَجدتُ أَنَّ النّعنَاع أفضَل وَسَائِل التَّواصُل، كَمَا أنَّه مِن أفضَل الهَدَايَا، التي تَبعَث عَلى إتقَان العَمَل)..! يَا قَوم، ابتَكروا طَريقة خَاصَّة بِكُم، لتَجعلوا أحبَابكم يَتذكَّرونَكم، ولا تَنسَوا النّعنَاع المَديني، أَو التَّمر القَصيمي، أو البَرشُومي الطَّائفي، كُلٌّ حَسب مَدينته وبِيئته..!! تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :