متى ستنتهي أزمات الشرق الأوسط؟ - مها محمد الشريف

  • 8/15/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من وجهة نظر الأحداث العنوان الأنسب لهذا الواقع المضطرب هو قد يكون: من السبب في أزمات الشرق الأوسط هل هي إسرائيل وأمريكا؟ أم هناك أطراف أخرى خلف الأحداث؟ لكن يبدو أنه لا حل لهذه الأزمة، بوجود تقنيات سياسية جديدة تشرّعن الحرب وتقتل الشعوب وتهجر السكان من أرضيها، وهذا يعني وجود سياسة شكلية، أو رئيس منتخب لا يحكم فعلاً، حتى سقط النظام السياسي العالمي عمداً. لذا، ظل المشهد السياسي الدولي عاجزاً، لا يدري العالم إلى أين يمكن أن يقوده، فقد تجاوز الصراع المستمر 10 أشهر بين إسرائيل و»حماس»، والتصعيد العسكري الكبير على طول الحدود الإسرائيلية - اللبنانية، فأين القوة الرادعة التي توقف المظاهر اللاعقلانية لهذا الصراع، وفظاعته وما يحمله من عدم أمان وسلام، وما يحدث من تداعيات في البحر الأحمر من هجمات حوثية. فهل الحرب قدر البشر الذي قدرته أمريكا وتنفذه إسرائيل، ليعيش الجميع في عمق هذه الحرب وخسائرها التي استهدفت المدارس والمستشفيات والعاملين فيها وسيارات الإسعاف، كما استهدفت منظمات الإغاثة الطبية مثل «أطباء بلا حدود» ومنظمات إنقاذ الطفولة، ولم تحترم فيها الاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية جنيف. وهل تمارس الولايات المتحدة ضغطا حقيقيا على إسرائيل لإنهاء الحرب؟ أم أن القانون الدولي مجرد فكرة غير قابلة للتطبيق كفعل قانوني، فالجيش الإسرائيلي أصدر أوامر إخلاء في خان يونس غداة «مجزرة الفجر»، وبعدها قصفت الطائرات الإسرائيلية النازحين في مدرسة بمدينة غزة، وقابل ذلك موجة واسعة من الإدانات العربية والدولية، وصعّدت الضغوط على إسرائيل لوقف الحرب المستمرة منذ 10 أشهر. ولكن كما جرت العادة أشارت إسرائيل إلى أنها استهدفت مقراً لـ»حماس» و»الجهاد الإسلامي». وأظهرت مقاطع فيديو دماراً كبيراً وجثثاً محترقة وأشلاء متناثرة، في الواقع هذه الأهداف جميعها أهداف سياسية ولها غايات متعددة من أهمها قتل الفلسطينيين وزعزعة استقرار الشرق الأوسط وتدمير غزة. فعندما يتحول النزاع إلى صراع مع عدم تحديد الأهداف السياسية، يكون مظهراً ثورياً يتخذ غايات بعيدة، غير قابلة للإدراك تسير في نطاق ومحيط غير واضح، وتلتزم أهداف الحرب هنا بقانون القدرة والقوة من أجل الاحتلال وقتل السكان ولا يعترف سوى بالحدود التي يرسمها مستخدماً كل الوسائل المتاحة له. لا يتردد باستخدام أنواع القهر والاستغلال هائج غاضب لا يقبل الحلول وهذا ما تقوم به إسرائيل، تركز سياستها على العداوة التي لا يمكن التخلص منها، وهذا يعني أنه طالما هناك صراع وقتال واحتلال تظل السياسة ذات طبيعة انتحارية، واضطرابات اقتصادية فأسعار النفط ترتفع بفعل التوتر في الشرق الأوسط، بعد احتدام التوتر في المنطقة، فالتوترات الجيوسياسية آخذة في التزايد. في الواقع ان البرهان الذي تقدمه الأمم المتحدة سطحي جداً، والجدل الفارغ الذي يدور فيما بينهم غير منطقي لا يستحق النظر في تفاصيله، بعدما قرروا أن الحرب التي تعلنها إسرائيل عادلة من جهة، وغير عادلة من جهة أخرى، وهذا يعتبر نفس المنهج الذي استخدم في نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 بعض الآراء ذهبت بعيداً باعتبار الشعب الألماني بكامله مذنباً، وهذه نتيجة تنطوي على إلغاء الدولة وكل الوحدة السياسية لها.

مشاركة :