الدكتور لطفي الزغاري يوضح ل2m.ma آلية عمل "الإنسولين الذكي" وفوائده المُحتملة

  • 8/14/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

طورعلماء من الولايات المتحدة وأستراليا والصين أنسولين ذكي، يستجيب لمستويات السكر المتغيرة في الدم في الوقت الفعلي، ويمكن أن يحدث ثورة في علاج الملايين من الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول في جميع أنحاء العالم. ووفقاً لصحيفة «الغارديان» البريطانية، يتعين على المرضى حالياً إعطاء أنفسهم الإنسولين الصناعي حتى 10 مرات في اليوم من أجل البقاء على قيد الحياة. وقال الدكتور تيم هايس، الذي شارك في الدراسة، إن «الإنسولين الذكي قد يبشر بعصر جديد في الحرب ضد مرض السكري؛ لأنه يقترب من علاج مرض السكري من النوع الأول أكثر من أي علاج دوائي». و في هذا السياق قال الدكتور لطفي الزغاري، الباحث في التغذية و علوم الرياضة أنه قبل الحديث عن المكاسب المادية المحتملة، علينا أولاً النظر إلى الفائدة الطبية التي قد يقدمها هذا الابتكار لمرضى السكري. فالتجارب التي أُجريت -والتي غالباً ما اقتصرت على الحيوانات- أظهرت نتائج إيجابية، لكنها لا تزال غير كافية لتحديد مدى فعالية "الإنسولين الذكي" على البشر، أو سلامة استخدامه على المدى الطويل. وأوضح ذات المتحدث أنه قبل الحديث عن المكاسب المادية المحتملة، علينا أولاً النظر إلى الفائدة الطبية التي قد يقدمها هذا الابتكار لمرضى السكري. فالتجارب التي أُجريت -والتي غالباً ما اقتصرت على الحيوانات- أظهرت نتائج إيجابية، لكنها لا تزال غير كافية لتحديد مدى فعالية "الإنسولين الذكي" على البشر، أو سلامة استخدامه على المدى الطويل. و أورد في ذات الشأن أن الأنسولين هو هرمون يلجأ إليه مرضى السكري من النوع الثاني في بعض الحالات. وفي هذا النوع من السكري، لا يُعدّ الأنسولين ضرورياً بشكل دائم، حيث يمكن لبعض المرضى الاكتفاء بتناول الأدوية فقط. إلا أنه في بعض الحالات، قد يحتاج مريض السكري من النوع الثاني إلى إضافة كمية من الأنسولين إلى نظام علاجه الدوائي لخفض نسبة السكر في الدم، حيث يقوم الأنسولين بدوره في سلسلة من التفاعلات الكيميائية التي تؤدي إلى موازنة مستوى السكر في الدم. و على صعيد آخر، قال الزغاري أن هناك نوع آخر من السكري يُعرف بـ "السكري من النوع الأول" أو "السكري عند الأطفال" (Diabète juvénile). ويتميز هذا النوع بنقص حاد في إنتاج الأنسولين، حيث تعجز خلايا بيتا في البنكرياس عن إفراز هذا الهرمون. ويكمن التحدي الأكبرحسب الخبير في التغذية لدى مرضى السكري من النوع الأول في كيفية التعايش مع هذا المرض، فهم يحتاجون إلى الأنسولين بشكل مستمر. ويكمن التحدي في ضرورة الحفاظ على مستوى السكر في الدم عند مستوى مثالي يبلغ غراماً واحداً من الغلوكوز لكل لتر من الدم. وللوصول إلى هذا المستوى، يضطر مرضى السكري من النوع الأول إلى حقن الأنسولين عدة مرات يوميًا، وذلك بحسب الوجبات الغذائية المتناولة. فعند تناول الطعام يرتفع مستوى السكر في الدم، مما يتطلب حقناً إضافية من الأنسولين. ويؤثر هذا النظام على جودة حياة مرضى السكري من النوع الأول. وبالعودة إلى "الإنسولين الذكي" الذي أُثير حوله الجدل مؤخراً، والذي يُطلق عليه أيضًا "الأنسولين الحساس للغلوكوز"، فإن آلية عمله تتميز ببقائه في حالة "خمول" في الدم بعد حقنه، إلى أن يرتفع مستوى السكر في الدم، ليبدأ عندها بالعمل وتنظيم مستوى السكر. و يُعزى وصفه بـ"الذكي" وفق المختص الطبي إلى قدرته على العمل فقط عند ارتفاع مستوى السكر في الدم، على عكس الأنسولين التقليدي الذي يبدأ مفعوله مباشرة بعد حقنه ويستمر لفترة زمنية محددة، مما يضطر مرضى السكري إلى أخذ جرعات كبيرة منه. ولفت لطفي الزغاري أن هذا الاكتشاف يهدف إلى تحسين جودة حياة مرضى السكري، وخاصة المصابين بالنوع الأول، من خلال تقليل عدد جرعات الأنسولين التي يحتاجون إليها يوميًا، والتي قد تصل لدى بعضهم إلى خمس جرعات. ويشير البعض إلى إمكانية وصول "الإنسولين الذكي" إلى الأسواق في حال ثبتت فعاليته، مع تفاؤل بإمكانية اختصار عدد الجرعات إلى جرعة واحدة أسبوعيًا، لكن تجدر الإشارة إلى أن الأبحاث والتجارب لا تزال جارية للتأكد من هذه التوقعات وآمال المصابين بهذا المرض. ومن المهمّ التأكيد على أن "الأنسولين الذكي" لا يُغني عن اتباع نمط حياة صحيّ، فالنظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة بانتظام تبقى ركائز أساسيةً للوقاية من مضاعفات داء السكري وتحقيق أفضل النتائج العلاجية.

مشاركة :