موسيقي مبدع ومرهف الإحساس، يعشق آلة العود حد الثمالة، يبتكر في تأليف المقطوعات ويلحن أجمل الألحان وليس هذا فحسب، بل هو أيضاً يتمتع بصوت جميل، إنه عازف العود المتألق زياد الحربي الذي أقام العديد من الليالي الساحرة وأطرب الجمهور العماني حتى بات واحداً من أهم العازفين في السلطنة، وعن مؤلفاته الموسيقية وأسلوبه الخاص في الدمج بين الموسيقى الشرقية والغربية كان لنا معه هذا الحوار: } بدأت العزف على آلة الأورغ، وفي مرحلة ما خطفك العود.. حدثنا عن البدايات بشكل عام. - بدايتي كانت من الصغر عبر المدرسة حيث انضممت لجماعة الموسيقى واكتشفت موهبتي وشاركت في الكثير من الحفلات والمناسبات التي تقيمها المدرسة، وحين انضممت إلى فرقة موسيقى وكورال الشباب، التابعة لوزارة التراث والثقافة عام 2001 تفتحت لي آفاق جديدة في عالم الموسيقى الشرقية، فتعرفت إلى المقامات الشرقية، وإلى آلة العود، فشدتني واكتشفت مدى أهمية هذه الآلة في موسيقانا الشرقية، وقررت أن أتعلم العزف على العود، وفي عام 2010 انضممت لجمعية هواة العود، وكانت من خلالها البداية الحقيقية لي كعازف. } وما الذي قدمه لك؟ - يبقى العود ملك الآلات الشرقية وأعطاني المجال بأن أظهر كعازف فردي وصوليست بحكم طبيعة الآلة، إضافة إلى أنه من الآلات التي ساعدتني على إيصال إحساسي في العزف للجمهور، وفيها الكثير من الأسرار التي ما زلنا نكتشفها يوماً بعد يوم. } متى بدأت التأليف؟ - بدأت التأليف الموسيقي قبل 3 سنوات حين ألّفت مقطوعة حيث كنا بمشاركة عازف الجيتار إدريس البلوشي، ومن أهم مؤلفاتي سماعي ولع الهمس التي أسميتها تيمناً بالاسم الفني لوالدتي، وهذا العمل إهداء إليها كنوع من التكريم على دعمها، إلى جانب مقطوعة لونجا عشاق، وقد قدمتهما مؤخراً في حفل سحر الشرق الخاص بي، ولأول مرة، وقد لاقت المقطوعتان استحسان الجمهور. } قدمت في آخر حفلاتك سحر الشرق مزيجاً ممتعاً من الآلات الشرقية والغربية.. حدثنا عن ذلك؟ - ما قدمته مؤخراً في سحر الشرق، كان رؤيتي الموسيقية سواء في الأعمال الأكاديمية التي قمت بتأليفها، أو في الأعمال العالمية المعروفة كبحيرة البجع لشايكوفسكي، وروندو ألا تورك لموزارت، ولكن برؤية شرقية - شعبية، كما قمت بتقديم فقرات متنوعة شرقية وخليجية وفنون عمانية مطورة، إضافة إلى الموسيقى التركية. وأعتقد أن هذا المزيج والأفكار والرؤية التي طرحتها هي خلاصة تجربة ومشاهدات وقراءات وحضور للحفلات العالمية، ومن خلال سفري لدول عربية وأجنبية، ومشاركتي في تقديم عروض موسيقية خارج البلد، مما ساعدني على توسيع مداركي ومكنني من تقديم عمل موسيقي مختلف وبرؤية مغايرة، مثل إدخال بعض الآلات، كالهارب والقربة إلى مقطوعة بحيرة البجع والتي كانت بمثابة مغامرة إلا أنها كانت مغامرة ناجحة وممتعة ولاقت الاستحسان من الجمهور. } ولكن الموسيقى التقليدية العمانية لها آلاتها الخاصة وإيقاعاتها المميزة.. إلى أي مدى يمكن خلق تمازج بين الآلات التقليدية العمانية والعود؟ - الموسيقى التقليدية العمانية غنية ومتنوعة وقابلة للتطوير طبعاً، في حفل سحر الشرق، تمكنا من إعادة توزيع وتطوير بعض الفنون العمانية البحرية كالطنبورة والمديما، وإدخال آلات حديثة كالبيانو والجيتار والبيز، التي لاقت استحسان الجمهور، وفي المقابل، قمنا بإدخال فن الرزحة العمانية وآلة القربة في إحدى مؤلفات موزارت العالمية، التي كانت إحدى مفاجآت الحفل. } هل تفضل العزف منفرداً، أم بمصاحبة فرقة، ولماذا؟ - أعشق التنويع بين الفردي والجماعي ولكن دائماً أميل إلى العزف الجماعي وأعشق المزج بين الآلات الموسيقية المختلفة وتوظيفها بصورة راقية ومختلفة، وإظهار روح الانسجام والتفاهم بين مختلف العازفين، أعتقد أن العزف الجماعي يتيح المجال للإبداع الموسيقي والتنويع. } تمتلك صوتاً جميلاً وتغني في بعض الأحيان، حدثنا عن أهمية الغناء بالنسبة إليك؟ - في الحقيقة لا أعتبر نفسي مغنياً في المقام الأول، وإنما أعتبر نفسي عازفاً وملحناً، أحاول أو أوظف الغناء في بعض الأحيان لخدمة العزف والتلحين، وأرى أنه من الجيد أن يمتلك الملحن بعض الإمكانيات البسيطة كالغناء، لإيصال فكرة اللحن بصورة أفضل، وأحياناً أقوم بالغناء في بعض المناسبات، إذا توافقت الأغنية مع إمكانياتي المتواضعة، ولإضفاء شيء من التنويع في الحفل. } كيف جاء اختيارك لأغنية صحارى العرب ؟ - صحارى العرب، جزء من مشروع يطلق عليه أرضي - أغنيتي هدفه إظهار تراث المنطقة العربية وإيصاله للعالمية، تم تصوير وتسجيل العمل في خمسة دول عربية، وقد جاء اختياري عن طريق مؤلف العمل الموزع اللبناني العالمي جان ماري رياشي، في بداية الأمر طلب مني المشاركة كعازف عود فقط، ولكنه فيما بعد أعجب بخامة صوتي، وطلب مني أن أشارك بالغناء والعزف على العود، طبعاً كان شرفاً لي أن يتم انتقائي لتمثيل صوت المنطقة العربية. } هل تنظر للعزف على أنه هواية أم احتراف؟ - يبقى العزف هواية بحكم أن دراستي ومجال عملي في مجال آخر غير المجال الموسيقي، ولكن لا يمنع أن أتعامل مع الهواية على أنها احتراف، وخصوصاً أننا قمنا بتشكيل فرقة خاصة، وقدمنا العديد من الحفلات المحلية والخارجية في السنوات الماضية سواء عبر فرقتنا الخاصة أو عبر جمعية هواة العود، إضافة إلى قيامي بتلحين وتنفيذ بعض الأعمال الموسيقية التي لاقت استحسان الجمهور.
مشاركة :