ماذا بعد تطورات حرب غزة واشتعال جبهة لبنان؟ - مها محمد الشريف

  • 10/10/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

سؤال فرض نفسه مع تسارع الأحداث بالحرب الإسرائيلية على لبنان هل مقتل نصرالله أمين حزب الله سيمثِّل نقطة تحول في المشهد السياسي والعسكري فيما يُسمى محور المقاومة، أم أن أحد الأطراف المعنية يهيمن فعلياً على العملية ويستطيع إطلاقها أو إيقافها بحسب الرغبة في لعبة الحياة السياسية إذا كانت تحكم بالقدرة العسكرية. في الجانب الآخر يشهد لبنان حالة من الفراغ السياسي والعسكري، وما تفعله إسرائيل وبغطاء عسكري وسياسي أمريكي انتقام مما فعله حزب الله على مدار سنوات ماضية، فهل يدخل الحزب مرحلة انتقالية معقدة قد تؤدي إلى انقسامات داخلية؟ فمنذ اندلاع حرب غزة التي أطلقها «حزب الله» قبل نحو سنة، كانت كل المؤشرات توحي بأن حرب الإبادة التي شنّتها إسرائيل رداً على «هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)»، ستنتقل عاجلاً أو آجلاً إلى لبنان. وسيبقى لبنان رهينة صراع بين إسرائيل وطموحات دول أخرى، بفتحهم الأبواب لجعل لبنانَ جبهةِ حرب، وهي في مجملها حرب خاسرة اختطفها حزب الله لثلاثةِ عقود تقريباً، من هنا، نستطيع القول إن فهم السياسة بحد ذاتها يحدد الأشكال التي تبناها الحزب، حتى عاشت البلادُ خلالها مراحل مختلفة رزحت تحتَ هيمنةِ القوى الأجنبية، كان آخرها سيطرة إيرانية ممثلةً بحزب الله. فما يجري الآن عبارة عن صورة آخذة بالتكشف ولم نجد لها وصفاً ملائماً، فعندما اتخذ بنيامين نتنياهو قراراً باغتيال نصرالله فهو قد مهد الطريق لاغتيال اللاعب الأول في لبنان لاعب إقليمي بارز في «محور الممانعة» الذي تقوده إيران، وهكذا، فإن الأخطر من كل ذلك أن يعتبر نتنياهو أنَّ اغتيال نصرالله كان ضرورياً لإحداث تغيير في التوازنات التي حاول مع رفيقه سليماني تثبيت قواعدها في الشرق الأوسط لتسيطر إيران على المنطقة. لذا، ستبقى الصورة قاتمة، ما لم يتحرك العالم لفعل شيء حيال حجم الضربات الإسرائيلية على لبنان وغزة، فعلى المستوى الإقليمي يعتبر مقتل نصرالله له تأثير مباشر في الصراعات الإقليمية، خصوصاً في ظل التوتر المستمر بين إيران وإسرائيل، فـ»حزب الله» كان ولا يزال الذراع العسكرية والسياسية لإيران في لبنان، وهذا النزاع الحالي بين إسرائيل وإيران خطير بسبب غياب إستراتيجيات فعَّالة وواضحة لدى الطرفين لإنهاء الصراع. وأصبح تصعيد العلاقات الإسرائيلية الإيرانية المتفجرة على وشك الخروج عن نطاق السيطرة، ما يهدد بجر الولايات المتحدة في شكل لا إرادي إلى الدوامة التي قد يتسبب بها ذلك الدور الذي تنفذه إستراتيجيات طهران الإقليمية، سواء في لبنان أو في سوريا واليمن. لهذا فإن هذه الحرب تعد ضربة قوية لإيران ستؤدي بالضرورة إلى تراجع نفوذها كثيراً، فقد تلجأ طهران إلى تكثيف دعمها لأذرعها محاولة بقاء دور لها في المنطقة عبر وسائل أخرى، ولا بد من القول بأن إيران وإسرائيل لا يمكن توقع مدى توسع المواجهة بينهما، فهل تنجح إسرائيل بجر إيران إلى حرب مباشرة؟ وما هي ملامح الشرق الأوسط الجديد الذي سيتشكَّل بعد هذه الحرب؟ فهذه المواجهات مفتوحة على كل الاحتمالات والأمم المتحدة ومجلس الأمن أمام اختبار كبير جداً لإيقافها واستعادة الأمن والاستقرار للمنطقة.

مشاركة :