ذات مساء كنت مع (الدكتور يَـحْـيى الَـيَـحـيى) مؤسس ورئيس جمعية مستودع المدينة الخيري، يومها أخبرني بحكاية تلك (المرأة العجوز البائسة) التي جاءت للجمعية تطلب المساعدة فقط من أجل لقمة العِـيْـش! يقول سألها الزملاء عن أحوالها، وهل لها أبناء أو أقارب؟ فأكدت أنّ لها (ابنا وحيداً) يعمل في مدينة أخرى من المملكة؛ لكنه منقطِـعٌ عنها، عَـاقٌ بها لايُـنْـفِـق عليها ولو بِـضع هَـللات!! وهنا قام أحد المحامين المتعاونين مع المستودع بمخاطبته هاتفياً، وتمّ تهديده برفع قضية عليه في المحكمة لِـعُــقُــوقه بـ (أمّــه)، بعد أخذ وكالة منها!! فانتفَـضَ خوفاً من الفضيحة الكبرى بين أهله ومجتمعه (بحسب رَدّه)، ووعد بتنفيذ ما يُـطْـلَـب منه، حيث أُجْـبِـرَ على اقتطاع جزء من راتبه عن طريق أحد البنوك، يُــودع في حساب خاص بتلك الأمّ الطيبة! ما قام به مسؤولو جمعية مستودع المدينة الخيري طريقة مبتكرة ورائدة ورائعة في مساعدة ذوي الحاجات، وذلك بالبحث عن حقوقهم المفقودة بدل الـمِـنّــة عليهم بمنحهم مساعدات مالية أو عينية تنقطع لسبب أو لآخَـر؛ فكم من محتاج طحنته الديون، فأصبح وأمسى (مَـدْيُــونِـيَـراً)، ولو نال مستحقاته التائهة هنا أو هناك لأصبح (مليونيراً)! وكم مِـن فقير بائس ربما تَـسول وهي يملك الكثير من حقوقه الضائعة لدى جهات خاصة أو حكومية!! أتمنى أن تُـفِـيْـدَ الجمعيات الخيرية العاملة مشكورة من هذه التجربة، وأن تتجاوز الـنّـمَـطِـيّـة في وسائلها، وأن تطور من برامجها بما يتناغم مع إيقاع العصر. (فَـنَـعَـم هناك محاولات واجتهادات في هذا الميدان)؛ لكنها تبقى محدودة؛ وكم أتمنى من كبار المحُـامين أو جمعيتهم إن كان لهم جمعية المساهمة في تفعيل التجربة؛ ولو كان ذاك زكاة لأموالهم!! ومع ذلك يبقى السؤال قائماً لماذا لا تقوم المؤسسات الحكومية المعنية بواجبها تجاه أولئك المساكين! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :