ظهر قبل أمسِ الأحد (صُدفة) التقى (العبد الفقير أنا) مع وزير الصِّحَّة (الدكتور عبدالله الربيعة)، وحاورته دون حاجب، أو حواجِز حول صِحّة حبيبتي (المدينة النبوية)، فمن غير مُقدمات أو دِيْبَاجَات أو تحضير للمفردات والكلمات أكدت له أنّ أهل طيبة يُقدّرون الدّعم والجهود؛ ولكنّهم لا يملكون حتى الآن إلاَّ الوعود، فواقع صِحّة المدينة المنورة تصفه لغة الأرقام والمقارنات، وهي خير شهود! ففي عام 1404هـ كان عدد سكان المنطقة (650 ألف نسمة تقريبًا)، وعدد الزوّار والمعتمرين والحجّاج في العام نفسه (800 ألف)؛ بينما كان عدد الأسرَّة في المستشفيات (1693 سريرًا)!! أمّا اليوم وحسب إحصاءات عام 1433هـ فعدد سكان المدينة أكثر من (1,800,000) مليون وثمانمائة ألف نسمة، والزوار بلغوا في العام ذاته (سبعة ملايين زائر)! وفي المقابل فقد بلغ عدد الأسرَّة في مستشفيات المدينة (1611 سريرًا)؛ فمن العجيب أن الأَسِرَّة نقصت بما نسبته (4%)، وذلك المجموع لابد أن تُسْتَبْعَد منه أسِرَّة المستشفيات التخصصية كـ(الصحة النفسية، والصّدر، والدّرن) وغيرها، أمّا ما تحقق حتى الآن فهو إعادة بناء مستشفيات قائمة دون زيادة في القُدرة السَريريّة لها!! والعجز الصِّحي في المدينة اليوم ليس في الأسِرَّة، بل بالقوى العاملة أيضًا فكل (1000 مواطن) يقابلهم فقط ما نسبته (1,03 طبيب، و3,4 ممرض، و1,04 فني)!! وفي موسم الحج يتم سنويّاً تأجيل العمليات غير العاجلة في المدينة، مع ما يُعانيه المرضى من آلام، وذلك من 15 ذي القعدة وحتى 15 محرم!! وخُتِم حديثي مع الوزير باستفهامات عن المَشَافِي في المنطقة المركزية، وفي المحافظات! وزير الصحة (أمانة) قابل الاستفهامات والاتّهامات بالهدوء والابتسامات، ليُعْلِنَ بعدها البُشْرَى بمستشفيات جديدة اعتمدت أو تحت التنفيذ، وقُرْبَ الوصول لِحَلٍّ عاجلٍ بشراء الوزارة لأحد المستشفيات الخاصة! عقبها خرجت من ذاك اللقاء، ونبضي يُردِّد: أيضًا ما زلنا نُقَدّر الجهود، ولكن عذرًا يا حبيبتي أتمنى ألاّ تعودي لمحطة الطموحات والوعود، التي قَد يخذلها تعَثّر أو تأخّر مشروع على الورق موجود! وأخيرًا هذه كلمة حَقّ، فمدير الشؤون الصحية بالمدينة الدكتور عبدالله الطائفي يتفاني في عمله، ويقدم المستحيل لخدمة طيبة وأهلها، وفق ما يتاح له من إمكانات، ولكن يبدو حتى الآن أنّ (الخَرق قد اتّسع على الرَّاقِع) فشكرًا له! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :