في قيادة المنشآت، يأتي قيادي ويذهب آخر، وفي كثير من الأحيان يتم اختيار شخصية الرجل الأول من خارج المنشأة، مما قد يُؤثِّر في الرجل الثاني فيها، الذي كان ينتظر دوره في الترقية، لذلك جاءت دراسة أمريكية تُؤكِّد، أن الرجل الثاني يظل هو الأقوى دائمًا في المنشأة لثلاثة أسباب: السبب الأول، التذكير بقصة داود عليه السلام وجالوت، العملاق، وكيف استطاع داود عليه السلام التغلب عليه بالشجاعة وليس بالحجم، ولذلك تقول الدراسة: إن اللقب ليس مهمًا، المهم مَن بيده الصلاحيات، ومَن بيده التغيير، ومَن بيده مفاتيح الأمور، فالشخص الذي يأتي من الخارج يكون جديدًا، في أرض أنت تملك كل مفاتيح اللعب فيها، فيضطر أن يخضع لقولك، ويأتمر بأمرك، ويتبع لمشورتك. السبب الثاني، الرجل الأول يكون ملتزمًا بالأنظمة والقوانين التي تحكم العمل في المنشأة لأنه جديد، وعلى رأس الهرم، ويخاف مِن التجاوزات التي قد تُفسَّر أو تُؤَّول بغير قصدها، لذلك تراه دائمًا عبدًا للأنظمة والتعليمات، وسلامة الورق، ويتأخَّر صناعة القرار عنده، فزعًا من اللوم، بينما الرجل الثاني، يعلم لماذا عملت الأنظمة ابتداءً، وأن الهدف منها هو مصلحة المواطن، أو مصلحة العميل، وأن بنود النظام جاءت لسد ثغرات معينة سابقة، فإذا انتفت هذه الثغرات يمكن تقديم المصلحة على النظام، وهذا مصدر قوته. السبب الثالث، الرجل الأول ملتزم بكلمته أمام الناس، ووعوده، وتصريحاته التي سوف يُحاسب عليها، ولكن الرجل الثاني لن يخسر شيئًا، سواء تحقَّق الوعد أم لم يتحقَّق، هو باق في منصبه. #القيادة_نتائج_لا_أقوال يقول الكاتب الأمريكي روبرت جرين، في كتابه ثمان وأربعون قانونا للقوة: القانون الأول، احذر أن تلمع نفسك إعلاميًّا، أكثر من رئيسك المباشر.
مشاركة :