استمر صمود مؤشرات الأسهم العالمية رغم دخولها موسم الصيف، بفعل منشطات طارئة كان أقواها سعر برميل النفط بمراوحته حول 50 دولاراً وتقارير اقتصادية إيجابية في كل من اليابان والولايات المتحدة لينتهي الأسبوع على مكاسب في معظم المؤشرات وإن كانت في حدود الواحد في المئة. ورغم الارتداد الذي نتج عن تحول سريع للمستثمرين نحو السندات والدولار بعد صدور محضر اجتماع لجنة الأسواق المفتوحة في الاحتياطي الفيدرالي يوم الأربعاء تسبب في تراجع لافت للمؤشرات الأمريكية، إلا أن الأسواق استوعبت التحول بسرعة لتعاود الأسهم صعودها يوم الجمعة. كانت الأسواق الآسيوية قد بدأت الإثنين تداولاتها الخجولة على وقع بيانات محبطة حول الاقتصاد الصيني كشفت عن نمو أدنى من المتوقع في ناتج المصانع ومبيعات قطاع التجزئة، لترتد قبل نهاية اليوم مانحة مؤشر نيكاي مكاسب تجاوزت واحدا في المئة ومؤشر شنغهاي نصف ذلك. لكن الأسهم الأوروبية لم تفلح في الانفكاك من تأثير البيانات الصينية وأنهت على تراجع محدود سجله مؤشر يورو ستوكس600 عند 0.38%. أما وول ستريت فقد استفاد من ارتفاع أسعار النفط حيث قادت أسهم قطاع الطاقة المؤشرات صعودا لتجني أكثر من 1%. ومنح انتعاش الطاقة وأداء وول ستريت الاسهم الآسيوية الثلاثاء زخما جديدا تمثل في مكاسب لمؤشر نيكاي تجاوزت واحدا في المئة في حين لم تتجاوز مكاسب مؤشر شنغهاي المركب 0.22%. وانتقلت عدوى أسهم الطاقة والأداء الآسيوي إلى مؤشرات أوروبا التي حققت مكاسب قادتها أسهم قطاع المواد الخام وهو نفس العامل الذي منح الأسهم الأمريكية القدرة على الصمود في اتجاهها التصاعدي لليوم الثاني على التوالي قبل أن تنتشر أخبار محضر اجتماع الاحتياطي الفيدرالي التي رجحت رفع اسعار الفائدة في يونيو/حزيران لتسبب نكسة في أداء المؤشرات أطاحت بمكاسبها وتركتها على اللون الأحمر. وقد سجل مؤشر ناسداك أسوأ أداء يومي له منذ السابع من إبريل/نيسان. وانتكس أداء الأسهم الآسيوية الأربعاء بعدوى محضر الاجتماع المذكور مكبدة مؤشر نيكاي الذي يقود الصعود الآسيوي منذ ثلاثة أسابيع أكثر من 0.62% بعد أن تنقل بين الربح والخسارة على مدى جولتين من التداول. ولم يفد تقرير نمو الناتج الإجمالي للربع الثاني الذي فاق التوقعات مسجلا0.4% في منح نيكاي القدرة على الإفلات من الخسائر. وترنحت الأسهم الأوروبية نتيجة مخاوف تحرك الفيدرالي وأنهى يوروستوكس تداولات أمس على لا شيء، في حين تخلصت الأسهم الأمريكية من المخاوف التي نتجت عن محضر اجتماع الفيدرالي وأسعفتها أسهم القطاع المالي الذي سجل مكاسب بلغت 1.9%، في التحول صعودا. وأنهت آسيا على تداولات محدودة دون مكاسب تحت تأثير ارتفاع الدولار الذي حقق مكاسب بفعل محضر اجتماع الاحتياطي ولم يكن وضع المؤشرات الأوروبية أفضل حيث تراجع يوروستوكس 600 بنسبة 0.44%. لكن تداولات الجمعة شهدت ارتداداً نشطاً لمؤشرات آسيا التي عوضت خسائر الخميس رغم اللهجة الصقورية لأعضاء الاحتياطي الفيدرالي وانتهى مؤشر نيكاي إلى تسجيل مكاسب اقتربت من 90 نقطة في حين كان انتعاش الأسهم الأوروبية أقوى وهو ما كشفت عنه مكاسب يوروستوكس التي تجاوزت 1.4% رافعة مكاسبه الأسبوعية إلى واحد في المئة. وشكلت اسهم قطاع التقنية الأمريكي رافعة قوية لمؤشر داو جونز، إلا أنه لم يفلح في تعويض خسائر الأسبوع لينهي على تراجع بنسبة 0.20% في حين تجاوزت مكاسب ناسداك واحد في المئة. وتصدر قائمة الرابحين على مدار أيام التداول الخمسة مؤشر نيكاي مستفيدا من البيئة الإيجابية التي توفرت بسبب تقرير النمو في الناتج الإجمالي المحلي للربع الثاني والتي بلغت 1.7% على اساس سنوي. وانتهى المؤشر عند 16736.35 نقطة بمكاسب اقتربت من 2%. أما قائمة الخاسرين فتصدرها مؤشر داكس الألماني وإن كانت الخسائر محدودة جداً، فقد أغلق المؤشر مساء الجمعة عند 9916.02 نقطة بخسائر أسبوعية بلغت 0.37%. تحول سريع نحو السندات تسبب محضر اجتماع الفيدرالي في إحداث موجة من التقلبات في أسعار عدد من الأصول أولها الدولار الذي سجل مؤشر قياسه مقابل سلة العملات الرئيسية مكاسب جديدة بعد أن تراجع مساء الثلاثاء على حدود 94.55 نقطة، لكن ارتفاعه البالغ 0.2% نقطة بعد صدور المحضر عكس سرعة استيعاب الأسواق لتحرك الفيدرالي المتوقع في يونيو/حزيران. وأنهى الدولار تداولات الأيام الخمسة على مكاسب مقابل اليورو الذي تراجع بنسبة 0.8% ليستقر عند 1.128 دولار في حين استقر سعر الين مقابل الدولار عند 110.45 ين. وتسبب ارتفاع الدولار في فقدان الذهب مساره التصاعدي ليتراجع سعر الأونصة ثلاثة دولارات يوم الجمعة رافعا خسائره الأسبوعية إلى 22 دولاراً. وشهد الإقبال على سندات الخزانة الأمريكية نشاطاً لافتاً يومي الخميس والجمعة وسجلت فئة السنتين الأكثر تأثراً بأسعار الفائدة مكاسب بلغت 13 نقطة لكنها لا تزال أدنى من أعلى مستوى بلغته قبل شهرين ليستقر العائد عليها عند 0.92%. وكان النفط أهم محركات دفع اسواق الأسهم خلال الأسبوع الماضي بعد أن غيرت مجموعة غولدمان ساكس نظرتها حول فائض العرض، وتوقعت أن يعاني السوق العالمي من عجز بسبب تعطل الامدادات. وقد سجل برميل برنت أعلى مستوى له منذ ستة أشهر عندما بلغ 49.85 دولار قبل أن يتراجع الجمعة إلى 48.82 دولار لتصل مكاسبه الأسبوعية إلى 2.1%.
مشاركة :