الاتحاد.. تاريخ ورجال | عبدالله فلاته

  • 1/19/2014
  • 00:00
  • 36
  • 0
  • 0
news-picture

يختار الاتحاديون اليوم رئيس ناديهم الـ39، وكلما حل موعد تغييرات الرئاسة الاتحادية أجبرتني الذاكرة على العودة سنوات طوال للوراء وتذكُّر تلك الإدارات التي كان كل عضو فيها يستحق أن يكون رئيسًا للكيان، وحسب ذاكرتي على أبعد تقدير أعود لإدارة الأمير طلال بن منصور الرئيس الذي أنقذ الاتحاد وأبقاه كيانًا شامخًا عميدًا للأندية السعودية، والنقلة التي فعلها آنذاك ونافس بقوة على البطولات ومعه رجال أوفياء. تعود بي الذاكرة إلى إدارة إبراهيم أفندي تلك الإدارة التي كان كل عضو فيها إدارة مستقلة في حد ذاتها ورئيسًا متوجًا للعميد إبراهيم أفندي ونائبه أمين أبو الحسن وأمين الصندوق أحمد فتيحي وعبدالرحمن تونسي وأسماء كبيرة قد لا أذكرها الآن.. هذه الإدارة أعادت الاتحاد للبطولات بتحقيق بطولة الدوري، ولم تكتفِ بذلك بل جمعت معها بطولات الألعاب المختلفة. ثم جاء الدور على إدارة المرحوم الدكتور عبدالفتاح ناظر ذلك المجلس الذي حقق نقلة نوعية في فن الإدارة ليس للعميد فقط بل لكل الأندية السعودية، وأتذكر جيدًا حينما أعلن الدكتور عبدالفتاح ناظر أنه سيدخل الحاسب الآلي في النادي لينظم به العمل، وكيف كان ذلك الإعلان محل أخذ ورد من الوسط الرياضي قاطبة وسخرية وتندر من الجهلاء.. فهناك من لم يفهم، ومعه من لم يستوعب، ومضى الناظر في عمله وأكد أن الاتحاد رائد وعميد أولويات ومدرسة لمن أراد أن يتعلم ويستفيد.. عاندته البطولات ولكنه قدم نموذجًا في فن الإدارة وكيفية التعامل مع الجماهير حين كان يجلس معها في قلب المدرجات أثناء التدريبات ليبلغهم بالقرارات قبل أن تصدر، ويقول كلمة ما زلت أتذكرها "أبلغكم ولست أشاوركم" وهي قوة الشخصية والقرار في نفس الوقت "رحمه الله". من بعده جاء المهندس حسين لنجاوي في موسم سريع حقق معه كأس الملك بعد طول غياب، وهو صاحب فكر ودهاء ورجل إنجازات. ثم ترأس الدكتور عدنان جمجوم طيب الخصال والطباع حمامة السلام بين الاتحاديين كما كانوا يطلقون عليه، وهو بالتأكيد مختلف تمامًا عن الدور الذي تقوم به الإدارة الحالية، فحافظ على وحدة الصف الاتحادي، علمًا بأنه سبق مجيئه انشقاق كبير. وتوالت الإدارات بين رجالات الاتحاد، فظهر في المشهد القيادي أحمد مسعود بعد أن كان نائبًا للناظر يومًا، فالمسعود يعتبر اخطبوط بطولات.. كلما جاء حصد إنجازًا وألقابًا، فهو بطل السباعية الشهيرة وقد ترأس أكثر من مرة، وبالمناسبة غالبية الاتحاديين السابقين ترأسوا أكثر من مرة، حدثت مع الأمير طلال والدكتور عبدالفتاح والدكتور عدنان جمجوم وأحمد مسعود، وقدم الأخير في إدارته تنظيمًا عمليًا مميزًا وما زال أعضاء تلك الإدارة واجهة في المشهد الاتحادي. وسلم الدفة طلعت لامي بطل الثلاثية الشهيرة حينما جمع الاتحاد جميع الألقاب.. دوري وكأس ومعهما كأس الاتحاد. ولأن مدرسة عبدالفتاح ناظر استمرت طويلًا جاءت المهمة للمهندس حسن جمجوم الذي كان نائبًا للناظر، فقاد السفينة بكل أمانة وحقق بطولة الدوري ولم يختلف عن المهندس حسين لنجاوي ففضل أن تكون رئاسته عامًا واحدًا وقالها بالفم المليان: جاء الدور لأن يكون منصور البلوي رئيسًا للاتحاد، فللمؤثر ميزة ومميزات، فقد تدرج في كل المناصب وعمل مع غالبية الإدارات وشرب حب العميد من قلب المدرجات، فكانت مرحلته عاصفة، وقدَّم البلوي عملًا تاريخيًا عندما حقق ألقابًا محلية وتربع على قمة آسيا ببطولتين 2004م و2005م وقاد عميد الأندية السعودية للعالمية، وبالمناسبة البطولتان بنسختهما الجديدة التي حققها الاتحاد في عهد منصور لم يحققها نادٍ سعودي حتى الآن، وحرص البلوي أن يجعل للعميد هيبة تهابه الأندية الآسيوية، وهذا الواقع استمر إلى يومنا هذا، فرغم تواضع المستويات في السنوات الأخيرة إلا أن الهيبة بقيت تتحدث عن نفسها وتصل بالعميد لوصافة دوري أبطال آسيا، ويحتفظ الفريق الكروي بسجل ناصع أكثر الأندية الآسيوية دقائق في أرض الملعب وفوزًا وانتصارات في دوري أبطال آسيا، ولا يلام مدرج الذهب حينما ينحاز لمنصور، وتلك الهيبة التي صنعها "المؤثر" أوجدت له مجابهة من المحسوبين على الاتحاد وغيرهم في الأندية الأخرى. ومن بعده أسندت المهمة للمهندس جمال أبو عمارة الذي حافظ على المكتسبات وزاد عليها محققًا إنجازًا فريدًا من نوعه في بطولة الدوري بالنقاط التي عاندت الاتحاديين كثيرًا. ثم ترأس الدكتور خالد المرزوقي وكان موسمه سريعًا بعد خلافات داخلية لإدارته حاول البعض أن يشير إلى أنها خارجية، ولعل التصريحات الأخيرة أثبتت للجميع أن تلك الخلافات كانت داخلية وأنهت مرحلة المرزوقي سريعًا مع تحقيق بطولة كأس الملك للأبطال. وتسلم المهندس إبراهيم علوان المهمة فكانت أهدأ الإدارات.. حافظت على مستوى العميد ولم تفقده شيئًا ولم تحمله أي خسائر مادية واكتفت بالوصافة دوري وكأس. ثم حان موعد اللواء محمد بن داخل الذي فوجئ بإدارة ظل تعمل في الخفاء تسعى لإسقاط إدارته، وفضل ابن داخل مصلحة العميد فاستقال، وسلَّم المهمة لنائبه أيمن نصيف الذي أثبت التاريخ أنه كم كان أمينًا على النادي برفضه لصفقات "الورطة"، وظهرت إدارة المهندس محمد فايز ونائبه عادل جمجوم وخلقت المشكلات والإشكالات وأصبحت سمعة الاتحاد على كل لسان. وأعتقد أن كل شخص بعد أن يستعرض تلك الإدارات التي قادها رجال مميزون كل واحد منهم إدارة مستقلة في حد ذاتها أليس من حقه أن يحزن على وضع العميد الآن ويطالب بأعلى صوت أن ترحل هذه الإدارة غير مأسوف عليها، ومع ذلك يتمسكون بالكرسي، وأخطأوا في حق المرشح أحمد كعكي حينما حاولوا دعمه وانحازوا معه بالبيانات ورسائل الجوال الصادرة رسميًا من النادي، ولكنهم لم يدعموه وإنما ظلموه فغالبية جماهير الاتحاد لا تريد استمرار هذه الإدارة، ولكي أكون واضحًا وصريحًا ومباشرًا فإن الخبرة والتنظيم الذي ظهر به إبراهيم البلوي في المناظرة والدعم المالي الحقيقي وليس الوهمي كلها تقف إلى جواره، وكبار الاتحاد قالوا كلمتهم.. المرحلة لإبراهيم، وما أتمناه صادقًا أن يستفيد إبراهيم البلوي متى فاز كما هو متوقع، من حماس الشاب الطموح أحمد كعكي، وعلى الأخير أن يخرج من جلباب جمجوم ورفاقه. خلاصة القول لن نفعل كما فعلت إدارة الاتحاد انحازت بقوة للكعكي واستماتت من أجل أن يصل للكرسي الساخن، ثم أعلنت أنها تقف على مسافة واحدة مع الجميع، ثم ثبت بالأدلة والبراهين أنها منحازة للكعكي.. بيانات ورسائل جوال، وأقولها صريحة إبراهيم البلوي هو الأنسب للمرحلة الحالية. Abdullah Fallatah@al-madina.com.sa للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (87) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :