في استجابة سريعة لرؤية 2030، لتنويع مصادر الدخل، والتحوُّل من الدولة النفطيَّة، إلى الدولة الاستثماريَّة، قام الصندوق السيادي السعودي بالدخول بجرأة في السوق العالميَّة، عندما أعلن صندوق الاستثمارات العامَّة السعودي، الذراع الاستثماريَّة السياديَّة للمملكة استثمار 3.5 مليار دولار في شركة (أوبر) لخدمة تأجير السيارات. (أوبر)، هي الحصان الأسود الجامح في الساحة الدوليَّة، وهي الشركة الأكثر جدلاً بين شركات وادي السيلكون الأمريكيَّة، لسببين: الأوّل أن شركات الأجرة النظاميَّة والليموزين أصبحت تحاربها، وتقاضيها؛ لأنَّها ناجحة، وأبعدت الركاب عنهم. وثانيًا، لأن معايير اختيار السائقين فيها مازال موضع جدل، و(أوبر)، لا يتجاوز عمرها سبع سنوات، وخرجت للسوق العالميَّة في 2012، وتُقدَّر اليوم قيمتها بـ62.5 مليار دولار. وحسبما نقلت وكالة الأنباء السعوديَّة، فإن هذا الاستثمار يأتي في سياق ما تعمل عليه أوبر حاليًّا من اجتذاب لرؤوس الأموال الضخمة، حيث قال المدير التنفيذي والشريك المؤسس لها، ترافيس كالانيك: إن الشركة تُقدِّر الثقة التي يُمثِّلها هذا الاستثمار، وتعمل بجد على الاستمرار في توسيع حضورها العالمي، ويُعتبر هذا الاستثمار السعودي، أحد أكبر الاستثمارات الدوليَّة لصندوق الاستثمارات العامة حتى تاريخه، وهو الأول منذ الإعلان عن رؤية 2030 التي تشمل الخطة الموسعة لتنويع اقتصاد المملكة. الأمر المطمئن، أنه من خلال هذه الصفقة، سيُشارك صندوق الاستثمارات العامة بأحد المقاعد في مجلس إدارة أوبر، ونأمل أن يقود مجلس الإدارة الحالي، الشركة إلى عرضها قريبًا لتصبح شركة مساهمة عامَّة، وتصبح أسهمها متداولة في البورصة الدوليَّة، وبذلك ترتفع قيمتها، وتكون أكثر استقرارًا من خلال الحوكمة العالميَّة. * القيادة_نتائج_لا_تصريحات يقول الأديب البريطاني الراحل فورستر: علينا السماح بالحياة التي خططنا لها سابقًا بالرحيل والانتهاء، لنعيش الحياة التي ننتظر أن نعيشها.
مشاركة :