في جلسة مسائية شتوية قال أحدهم بعد عـدة زفرات: لماذا لا يـستـخدم المسلمون ذلك الـسـلاح الـفـتـاك؟ عـقـّبـت عليه: تقـصد (الـدّعَـاء)؟ قال: فيه الخير؛ لكن ما أعنيه هو (سلاح الـعـيـن)؛ فقد ثبت أنها حَـقّ؛ فلماذا لا نستخدم الـعَـيّـانَـة المشهورين؛ لعلهم يَـفتكون بأسلحة أعدائنا؟! حينها كان تعليق الحاضرين مجرد ابتسامات أو ضَـحِـكات؛ وربما بعض الآهَـات على تسطيح العقول وزرع السذاجة فيها! ذلك الموقف تذكرته وقد انتشرت ممارسة تسطيح العقول، بل وتَغييبها، وربطها بالخزعبلات وهلوسـات المـنام؛ من خلال ما يُسَـمّى بـ(تفسير الأحلام)! فالمسكين المضحوك عليه من أولئك والقنوات الداعمة لهم والمُتَاجِـرَة بهم دوره فقط أن يَهْـرُب من واقعه، ويستلقي وينام حتى تأتيه الأحلام؛ ثم يأتي ذلك (الشّـيخ)؛ لِـيَـكشِـف له صفحات مستقبله، ويُـحَـدّد له قراراته وخَـطواته! نعم لقد غَـزَا أولئك المفسرون القنوات الفضائية، والإذاعات والصحف، يُفتون في تفسير الأحلام، ويبيعون للغَـلَابى الأوهام! بل وصل الأمر ببعضهم إلى الدخول في جوانب الحياة العامة وأحداثها؛ فذاك زعم قبل سنوات أنه قد أفتى وأنذر بنكسات سوق الأسهم؛ (ولَـست أدري أين هوامير الأسهم، وهيئة السوق عن توصياتهم)؟! وتلك طائفة منهم ذهبت إلى عَـالَـم الكُـرَة، والـجَـزْم مُـسبقًا بالفريق الذي سيفوز بمبارياتها وببطولاتها بواسطة الأحلام ورواتها؛ (أكيد طَـمعًا بأموال الداعمين لها)! وتبقى المجتمعات بمؤسساتها الدينية والإنسانية تُـحَـارب السّـحْـر والشّـعوذة؛ وتُـحَـذّر من الـدّجالين، والجهات المعنية تُـعَـاقِـبهم؛ ولأن ما يفعله بعض مفسري الأحلام ما هو إلاّ في أغلبه شعوذة ودَجَـل؛ فالدين والمنطق والعقل أن تتم محاربته ومعاقبة مرتكبه!! هذا ما طُـرِح في هذه الزاوية قبل ثلاث سنوات؛ وها هي وزارة الثقافة والإعلام تسمع أخيرًا لمثل تلك النداءات، وتُحسِـن صنعًا في منعها لبرامج تفسير الأحلام، ولكن هل تأخرت؟! وهل سيتبع ذلك منع لبرامج الدّجل الأخرى كـ(مسابقات الشعر الشعبي والأغاني)، تلك التي لا هَـمّ لها إلاّ دغدغـة الغرائز، وبَـٌث العنصرية والمناطقية، واستنزاف دراهم المساكين بالتصويت والرسائل؟! تويتر: @aaljamili aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :