تعلموا الإتقان في مدرسة الجبير والسبهان | أحمد عبد الرحمن العرفج

  • 11/13/2016
  • 00:00
  • 80
  • 0
  • 0
news-picture

سَامح الله بَعض المَسؤولين؛ الذين بَثُّوا في الأَسَابيع والأَشهُر -ورُبَّما السَّنوَات الأَخيرة- شعُور الإحبَاط في نفُوس بَعض أَو أَكثَر السّعوديِّين، بسَبَب تَصريحَاتهم «الانبرَاشيّة».. لَكن في المُقَابل لَدينا مَسؤولين؛ يَجعلونك تَشعر بالثِّقَة والفَخَر والأَمَل في المُستقبَل، مِثل مَعالي وَزير الخَارجية الأُستاذ «عادل الجبير»، ومَعَالي وَزير الدَّولَة لشُؤون الخَليج العَربي؛ الأُستَاذ «ثامر السبهان»، فهُمَا اليَوم مِن أَبرَز الوجُوه الوَطنيَّة المُشرِّفة، وكَأنَّهما يَسيران عَلى نَهج الأَمير «سعود الفيصل»، والوَزير «غازي القصيبي» -رَحمهما الله-، خَاصَّة في تَصريحَاتِهما «الرَّزينَة»، وأَقرَبها إلَى الذِّهن مَا قَالَاه هَذا الأسبُوع..! مَثلاً، يَشتَكي كَثيرٌ مِن المُغرِّدين مِن بُخل «تويتر»، لأنَّه لَا يَمنحهم أكثَر مِن (140) حَرفًا للتَّغريدَة الوَاحِدَة، لِذَا تَجدهم يَطرحون فِكرَة وَاحِدَة؛ في أكثَر مِن (10) تَغريدَات مُتلَاحِقَة، لَكن الأُستَاذ «عادل الجبير» اكتفَى -قَبل أَيَّام- بسِتِّين حَرفًا، ليَكتب أَقَلّ مِن نِصف تَغريدَة -أَفرَدَت لَها الصُّحف والقنوَات ومَوَاقع التَّواصُل؛ مِسَاحَات كَبيرة للتَّحليل- حِين قَال: (أَمرَان لَا نُسَاوم عَليهما: عَقيدتنا وأَمننا.. وهَذا مَا يُؤكِّده قَادتنا عَلى الدَّوَام)..! وفي ضَفَّةٍ أُخرَى، أَطلَّ عَلينَا الأُستَاذ «ثامر السبهان» مِن لبنَان، التي زَارها تَزامنًا مَع انتهَاء أَزمة الفَرَاغ الرِّئَاسي، بانتخَاب «ميشال عون» رَئيسًا للبنَان، فصَرَّح -كشَاهدٍ لَا كمُشَاهد- بلُغةٍ تُغلِّب الوِفَاق وتُبَارك الإجمَاع، قَائلاً: (يَهمنا أنَّ مَن يَجلس عَلى هَذا الكُرسي؛ أَنْ يَكون مُمثِّلاً لجَميع اللِّبنَانيّين، وأَلَّا يَكون طَائفيًّا، بحَيثُ يَكون سُنِّياً وشِيعيًّا ودُرزيًّا ومسيحيًّا وعلويًّا، وأَنْ يُحقِّق مَصَالح اللِّبنانيّين كَامِلَة)..! إنَّ «الجُبير والسَّبهان» يُقدِّمان درُوسًا مَجَّانيَّة، في احترَافية التَّصريحَات، التي تَتَّسم بدِقّة المُفردَات المُنتقَاة بعِنَايةٍ فَائِقَة، لدَرجة أنَّك لَو حَاولتَ حَذف أَو إضَافة كَلِمَة لتَصريحَاتهما، لاختلَّ المَعنَى واهتزَّ المَبنَى.. وعَلى المَسؤولين الجُدد كُلٍّ في مَوقعه، أَنَّ يَتعلَّموا مِنهما هَذا الفَنّ الرَّفيع، حَتَّى لَا يَقعوا في الفَخ؛ الذي وَقَع فِيهِ مَسؤولون مِن قَبلهم، مِثل صَاحب عِبَارة «البَرْبَرَة»، وصَاحب عِبَارة «السِّيفون»، ومِن قَبلهما ذَلك المَسؤول؛ الذي فَتَحَ عَلى نَفسه هجُومًا غَير مَسبوق بعِبَارة: «أَزمة فِكر»، إلخ..! حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي أَنْ نَتسَاءَل: هَل الحَلّ الوَحيد يَكمن فِي «استنسَاخ جِيني»؛ لشَخصيَّتيْ الوَزيريْن «الجبير والسبهان»؟.. أم كُتب عَلينَا أَنْ نُردِّد عِبَارة: (يَا سَاتر.. يَا رَبّ مَا يجيب العِيد)، كُلَّما ظَهَر أَحَد المَسؤولين عَلَى الشَّاشَة..؟!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com

مشاركة :