أكبر أخطاء المتقاعد السعودي | م. طلال القشقري

  • 1/25/2014
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

وجه الشبه بين التقاعد الوظيفي وبين الموت، هو أنّ الموظّف لا يستعدّ للتقاعد، مثلما أنّ الإنسان لا يستعدّ للموت!. الإنسان يفاجئه الموت، هادم اللذّات، ومفرّق الجماعات، فيطلب الإنسانُ (الصالح) من ربّه الرجوع للحياة للازدياد من الأعمال الصالحة، ويطلب الإنسانُ (المسيء) من ربّه الرجوع للحياة لعلّه يعمل صالحًا فيما ترك!. كذلك المتقاعد، ورغم معرفته بموعد تقاعده -1 رجب- من كلّ عام يتصرّف كالمتفاجئ، ويطلب من جهته التمديد الوظيفي، فإذا ما رفضت جهته امتعض منها، ووصفها بالخيانة بعد أن كانت الخليل الوفيّ، وهذا خطأ منه، بل أكبر أخطائه، إذ لو خطّط جيدًا لحياة التقاعد، لحوّل شقاء وظيفته السابق إلى نعيمٍ حاضر، ولَحوّل محنة حقوقه المسلوبة من مصالح التقاعد إلى منحة، ولَتمنّى لو لم يكن موظَّفًا من الأساس، ولَقال كما يقول المصريون: يقطع الوظيفة وسنينها!. بالتخطيط السليم يصبح المتقاعد تاجرًا، إذا كانت التجارة هوايته، خصوصًا بعد إجراءات التصحيح التي قلّلت عدد التُجّار الوافدين ممّن يتستّر عليهم بعض المواطنين، وأزفّ إليه بشارة نبيّنا وسيّدنا وحبيبنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، أنّ تسعة أعشار الرزق موجودة في التجارة!. وبالتخطيط السليم أيضًا يعيش حياةً رُوحانيةً يغبطه عليها ملايين المسلمين، وهي قضاء فترة في مكّة المكرّمة، وفترة أخرى في المدينة المنوّرة، وما أحلاها من فترات، بجوار بيت الله، وفي روضة مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام!. وبالتخطيط السليم يُسعد بسفرٍ حول العالم قد حُرِم منه في ماضيه، ويصبح سندبادًا طائرًا على بساطٍ من الريح بين أرجاء المعمورة!. والمهمّ ألاّ يموت قاعدًا، بل في حِرَاكٍ متفائلٍ بالحياة، حتى لو كانت إمكانياته المادية محدودة، فهذه الأخيرة وبالتخطيط السليم أيضًا، وبالإنفاق المدروس والموزون يمكن قهرها لاستكمال مشوار الحياة في سعادة!. ترى يا متقاعد: في الوظيفة حياة، لكن في التقاعد حرية وإثارة وحياة!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :

مشاركة :