زمان، كان الشيء الـمُشترك الذي يفعله المتقاعدون السعوديون، حال إخلاء طرفهم من جهات عملهم، هو العودة لديرتهم، وأقصد مسقط رأسهم، سواء كانت مدينةً حاضرة، أو محافظةً نائية، أو قريةً بادية، ليُكمِلوا معيشتهم فيها راضين وسعيدين بين أقاربهم وأرحامهم!. أمّا اليوم، فهناك تقليعة، لا أدري هل لاحظتموها أم لا؟ وهي تتنامى في العدد رُويْداً رُويْدا، وأخشى أن تُصبح ظاهرة، ألا وهي انتقال كثيرٍ من متقاعدينا للعيْش في الخارج، ممّن ليس معهم أيّ مُبتعثين للدراسة حتى يُقال أنهم يرافقونهم، وهم يعيشون في كلّ الدول، وفي كلّ القارّات، كلٌ حسب هوى نفسه، ويأتون لبلدهم وديرتهم في رمضان والعيد والمناسبات، وكأنهم زُوّار أو سُيّاح غير سعوديين، فما سرّ هذا التحوّل في سلوكهم؟ ممّا مقياسه 180 درجة بالمِنقَلَة والفِرْجار والبِيكار!. لقد سألت بعضهم، فأجابوني بالآتي: "رواتبنا التقاعدية هنا تُعيّشنا جيداً.. لكن هناك"!. انتهت إجابتهم، وهي إجابة تصلح لدينا كمحور ثريّ للبحث، تُنال به شهادة الماجستير أو الدكتوراه، عن حقوق المتقاعدين، مثل رواتبهم وعلاجهم وسكنهم وامتيازاتهم ومكافآتهم، ووو، ولماذا هم عنها هنا غير راضين وغير سعيدين؟ بل هم أقرب ما يكونون للساخطين، ولماذا لم ترتق لتكاليفنا المعيشية المرتفعة؟ ولماذا يظلّ مجتمعنا عاجزاً عن احتوائهم؟ ولـمّهم؟ وصهرهم بفعالية في المجتمع؟ كي لا يُفضِّلوا العيْش في الخارج، وغيرها من التساؤلات والمشكلات التي لا جواب لها ولا حلّ!. إنّ ديرة متقاعدينا المهاجرين أولى بهم، فمتى نعيدهم لأحضانها؟.. مثل زمان!. تويتر: T_algashgari algashgari@gmail.com @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :