يقول المواطن المتقاعد "عبدالوهاب غنيم" إنه عمِل في هيئة الطيران المدني لمدة تزيد على ٤٣ سنة، ولم يُكرّم عند تقاعده، بل حتى لم يُوجّه له خطاب شكر، في الوقت الذي يُكرّم فيه مسؤولو الهيئة دون استثناء!. وهذا التجاهل التكريمي - بالمناسبة - ليس في الهيئة فقط، بل في كثيرٍ من جهاتنا الحكومية، إذ تنعدم فيها ثقافة التكريم إلّا لمن علا شأنه الوظيفي، وهو من أشكال التمييز الوظيفي الذي تُندّد به جمعيات حقوق الإنسان، ومن المفترض أن يُكرّم الجميع عند تقاعدهم، خصوصًا الموظفين العاديين، فهم اللبنات الأساسية التي قامت عليها الجهات، وهم التفاصيل اليومية الصغيرة التي يُنسب إليها نجاح الجهات فيما أنيطت بها من مسؤوليات، لكنه سيف التجاهل يُسلّط فقط على رقاب البُسطاء!. من ناحيةٍ أخرى، وعلى فرض حصول التكريم، فهو ينحصر في إقامة حفل عشاء من المُفطّحات، وتوجيه خطابات شكر للمتقاعدين، وإهداء دروع تقديرية رخيصة لهم، وهذا من وجهة نظري مثل رُذاذ النشاء الذي يُبخّ على الشماغ المغسول قبل الكوي، ويزول تأثيره في اليوم التالي، ولذا فهو تكريم لا يكفي، اللهم إلّا إذا كان الهدف هو المظهر لا الجوهر!. إنّ التكريم الحقيقي يكون في مساهمة الجهات في توفير حياة كريمة لموظفيها بعد تقاعدهم، بقدر ما تستطيع، وهي تستطيع الكثير، مثل توظيف بعض أبنائهم فيها، ومنحهم الأولوية في بعض الأعمال الصغيرة التي تتعاقد الجهات لأجلها إن هم اتجهوا للأعمال الخاصة، والمساهمة في تملّكهم للعقار، وتأمين علاجهم على حسابها، وزيادة مكافأة نهاية خدمتهم، خصوصًا في نظام الخدمة المدنية الذي تتواضع مكافآته جدًا وتُعتبر أقرب للعقوبة منها للمكافآت، فضلًا عن التواصل المستمر معهم ولو بالاستشارات!. هذا هو التكريم الحقيقي (وإلّا بلاش)، وكان الله في عون متقاعدينا العاديين، ترشدهم بعض جهاتهم بعد التقاعد لطريق أبوابها ليخرجوا منها للأبد، وقد لا تفعل لهم شيئًا سوى أن تُعزّي ذويهم بعد وفاتهم!. @T_algashgari algashgari@gmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (47) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain المزيد من الصور :
مشاركة :