ما في خاطري / أزمــة ثقـة - ثقافة

  • 6/22/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

في أحد الرحلات الجوية دخلت أحدى الطائرات في بعض المطبات الهوائية المعتادة، ولكن بعد فترة قليلة ازدادت اضطرابات الطائرة وحل الفزع وأصبح الأمر مرعباً على الركاب، فأصبحوا يتساءلون عن سبب هذه الاضطرابات الجوية المرعبة. وكان بجانب أحد الركاب طفل جالس يلعب بلعبته وهو في قمه السعادة والهدوء غير مكترث بما يحدث في الطائرة ولا مهتم بما يحدث من حوله من صراخ وهلع أثاره بعض الركاب، فاستغرب الرجل من ردة فعل الطفل، فمن المفترض أن يكون أكثر الركاب رعباً، فالوضع لا يتحمل هذا الهدوء!، وبعد دقائق هدأ الوضع واستقرت الطائرة ووصلوا الركاب بسلام. وقبل أن يمشي هذا الرجل سأل الطفل: يا بني لماذا كنت أراك هادئاً وتلعب بلعبتك غير مهتم بما يحدث من فزع في الطائرة ؟ فرد عليه الطفل: لأن أبي هو الطيار وهو قال لي: ثق بي يا بني أننا سنصل. بسلام وها نحن وصلنا بسلام. فالطفل وثق بكلام أبيه وتجاهل كل الصراع والعويل من حوله وأمن بفكرة واحدة فقط وهي أنهم سيصلوا بسلام مثلما ذكره له أباه. فالثقة عنصر مهم وفعال في كل جوانب حياتنا العملية منها أو الاجتماعية وهو العنصر الذي يكون بين العبد وربه فيقول رسولنا الكريم وهو يتحدث عن ربه عز وجل (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء)، فمن يظن بالله خيراً سيجد النور والفلاح ويتخلص من أرق التفكير الذي يصاحـب الأفكار السلبية، فعندما يغيب هذا العنصر نقع في الأخطاء ونعيش في حياة صعبة مليئة بالظنون السيئة والأفكار السوداويـة التي قد تحول حياتنا الإجتماعية أو العملية إلى جحيم، فدعونا نسقط هذه القصة على واقعنا الإجتماعي والعملي فسنجد إننا بدأنا نعاني من (أزمة ثقة) في مجالات شتى في حياتنا. فعلى الصعيد الأسري، قد نلاحظ بعض الأسر فاقدين الثقة بأبنائهم وذلك ينعكس سلباً على حياتهم الدراسية والإجتماعية، فيكون الإبن مهزوزاً تحركه أي أحكام يطلقها عليه الأشخاص السلبيون، وبالتالي يعش في دوامة الضياع فاقداً لهويته التي خسرها بسبب الإحباطات، فالثقة المتبادلة بين الوالدين والأبناء أمر مهم في تحديد هوية هذا الإبن في المستقبل. والأمر الأخر هو إفتقارنا لهذا العنصر في حياتنا العملية وعند بعض أرباب الأعمال بالتحديد - فأصبحنا نرى بعض المسؤولين مثل كاميرات المراقبة التي تترقب أي (زلة) للعاملين ليعاقبهم ويوبخهم فهو فاقد الثقة بهم مسبقاً وتجد غالبية ظنونهم سيئة اتجاهه، وهذا الأمر ينعكس سلباً على أداء الموظف، فيجب أن يكون هناك جسر متين من الثقة بين الرئيس والمرؤوس وإلا لن يحقق الموظف النتيجة المرجوة. وهنا أنا لا أدعو يا عزيزي القارئ إلى أن تكون الأمور (سايبه)، فالمراقبة والتوجيه ومبدأ الثواب والعقاب يجب أن يكونوا حاضرين ولكن يجب أن تكون الثقة متغلغلة أيضاً وسط هذه العناصر التي تقرب العمل إلى المثالية التي نرجوها. ومن هذا المنطلق نؤكد على هذا المبدأ السامي وأن يكون حاضراً في جميع جوانب حياتنا، فهو المبدأ الذي تُبنى عليه العلاقات فنطالب بتعزيزه معتبرين لأمور عدة، يجب أن نراعيها لاننا لا نعيش في المدينة الفاضلة الخالية من الأخطاء. ولكن يا حبذا لو عززنا هذا المبدأ في جميع جوانب حياتنا، فبالتأكيد سنحصد ثمر هذا التعزيز فتكون علاقتنا وأعمالنا تسير نحو الطريق السليم الذي نهدف إليه. * كاتب كويتي Twitter :- @Aziz_815

مشاركة :