ما في خاطري / احذروا يا «قُدْوَات»! - ثقافة

  • 3/5/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

منذ نعومة أظفاري كنت أتابع تحركاته وسلوكياته وطريقة حديثة، وأفكاره وقيمهُ التي ظل متمسكا بها، وكنت أحاول تقليده في عدة أمور فكنت طفلاً وأراه أول مثل أعلى في حياتي وقدوة أحببتها فرغبت في تقليدها، إنه والدي حفظه الله، وأعتقد إن هذا الأمر يشاطرني به الكثير لأن الابن منذ صغره نراه دائماً يحاول تقليد والده في الكثير من الأمور حتى يَكبر قليلاً فيستقل في شخصيته.فالإنسان مُنذ أن يخرج على هذه الحياة تراه يمارس بعض السلوكيات بالفطرة، حتى يَكبرُ قليلاً فيبحث عن سلوكيات أخرى ليتعلمها وقناعات ليفهمها وتصرفات مكتسبة يمارسها، فيبحث في النطاق الذي يراه فيجد الأسرة لينطلق منها وأحياناً يجد بعض الشخصيات الأخرى مثل السياسيين أو الفنانين أو أحد المشاهير ليتخذهم قدوة فيقوم بتقليدهم في أمور كثيرة فيكتسب منهم الكثير حتى تُصبح تصرفاته وسلوكياته قريبة منهم، وهذا أمر متوقع فكل السلوكيات والتصرفات التي نقوم بها تعتبر مكتسبة سواء كانت من المقربين أو من غيرهم.وهذا الشيء قد ينبئنا بأمر خطير، فعندما تكون القدوة التي يراها بعض الأبناء غير صالحة ستخرج لنا أجيال ذات منهجية هادمة للمجتمع، ولذلك يجب أن يراعي أولياء الأمور ذلك فيفكروا ملياً قبل أي تصرف سلبي يقومون به أمام أبنائهم خصوصاً الصغار منهم، فهم سوف يكتسبون كل تصرف تراه أعينهم فصورة ولي الأمر دائماً جميلة في مخيلة الأبناء ولذلك يجب أن يَحذر أولياء الأمور من تشويهها عن طريق بعض التصرفات غير المسؤولة، وهذا ينسحب كذلك على بعض الشخصيات العامة أو بعض المعلمين الذين قد يراهم بعض الأبناء قدوة لهم فيجب أن يستشعروا ذلك فيراقبوا كل تصرفاتهم ليكونوا مؤثرين بشكل إيجابي على المجتمع، ولا ننسى دور الأسرة في توجيه الأبناء نحو الاقتداء بالقادة المميزين كي لا يتخذ بناتنا وشبابنا بعض التافهين الذين ملأوا «السوشل ميديا» قدوة لهم فنرى بناتنا نسخه كربونية من بعض «الفاشينستات» أو نرى شبابنا بأفكار منحرفة.ودعونا ألا نَحصر مفهوم القدوة في النطاق الأسري أو الاجتماعي فقط، فالأمر يتعدى ذلك ففي العمل مثلاً يجب أن يعلم المسؤول إنه قدوة لبقية الموظفين، فإن التزم سيجد الموظفين ملتزمين أما إن كان مستهتراً في عمله فسيجد الموظفين مقصرين في عملهم، فكما يقال « إذا كان ربُ البيتِ بالدفِ ضاربا فشيمـةُ أهلِ البيتِ الرقصُ»، فهنا تكمن المسؤولية العظمى التي يحملها القائد.ولذلك يقال إن كنت تبحث عن حياة سعيدة مليئة بالنجاح فابحث عن القدوة الناجحة التي تنطلق منها فتطبق الاستراتيجيات الناجحة التي قادته للإنجاز، ورسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام هو القدوة الأعظم التي يجب أن نتخذها، ولا بأس بأن نتخذ قُدْوَات آخرين في مجالات مختلفة، فمثلاً نتخذ لنا قدوة لحياتنا الاجتماعية أو العملية أو قدوة لرياضة معينة نهتم بها، فلكل مجال هناك قُدْوَات نستطيع أن نتخذهم فنتبع طرقهم التي جعلتهم يصلون للنجاح فنستفيد من تجاربهم، وهذا الأمر لا يعني أن نكون مقلدين بشكل أعمى ولكن نأخذ الشيء النافع ونترك ما يعارض قيمنا ومعتقداتنا وتبقى شخصيتنا المستقلة حاضرة ومحتفظين بهويتنا التي تميزنا عن الآخرين.* كاتب كويتيTwitter: @Alessa_815

مشاركة :